بداية الوصول في شرح كفاية الأصول - الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي - ج ١ - الصفحة ١٨٩
فالمعنى في كليهما في نفسه كلي طبيعي يصدق على كثيرين، ومقيدا باللحاظ الاستقلالي أو الآلي كلي عقلي، وإن كان بملاحظة أن لحاظه وجوده ذهنا كان جزئيا ذهنيا، فإن الشيء ما لم يتشخص لم يوجد، وإن كان بالوجود الذهني، فافهم وتأمل فيما وقع في المقام من الاعلام (1)،
____________________
وآليا له، بخلاف الاسم فان شرطه: استعمال الاسم فيما كان المعنى ملحوظا بنفسه، وبالاستقلال، ولو استعمل أحدهما في موضع الآخر لم يكن استعمالا في غير ما وضع له ومن الاستعمال المجازي.
نعم، هو استعمال مناف لشرط الواضع فيكون من الاستعمال بغير ما وضع له كاستعمال لفظ في معنى على وجه الحقيقة، ولم يكن قد وضع له، ولا بقصد الوضع له، فيكون من الاستعمالات الغلطية، لا المجازية وهذا مراده من قوله: ((لما كان مجازا واستعمالا له في غير ما وضع له، وان كان بغير ما وضع له)) وقد تقدم فيه الكلام مفصلا، وان حقيقة المعنى الحرفي مباينة بالذات للمعنى الاسمي، وان قولهم: ما دل على معنى في غيره تعريف لحقيقة المعنى الحرفي، وان ذاته متقومة بالطرفين فراجع.
(1) لا يخفى ان اصطلاح القوم في هذه الكليات الثلاثة ان المعنى المتصف بالكلية وقابليته الصدق على كثيرين ان نفس الموصوف والمعنى يسمى: بالكلي الطبيعي، ونفس كليته وقابليته للصدق على كثيرين يسمى: بالكلي المنطقي، والمجموع من الموصوف والصفة: أي المعنى وكليته يسمى بالكلي العقلي، فالكلي العقلي هو المعنى المتصف بالكلية، غايته ان الكلية بنفسها من الأمور التي لا تحقق لها إلا في العقل، ولذا سمى الموصوف بها بالكلي العقلي، وليس كل امر متقيد باللحاظ الذهني يسمى عندهم بالكلي العقلي، لبداهة ان الكلية والجزئية من صفات ذات المعنى مع غض النظر عن كونه مقيدا بالذهن أو الخارج، وإلا فمع تقيد المعنى بالذهن لا يعقل وصفه بالكلية، فان معنى تقيده بالذهن هو معنى كونه موجودا متشخصا، وكل
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 185 186 188 189 190 192 193 194 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 موضوع العلم 1
2 تمايز العلوم 11
3 موضوع علم الأصول 14
4 تعريف علم الأصول 22
5 في الوضع 24
6 أقسام الوضع 26
7 تحقيق المعنى الحرفي 29
8 الخبر والانشاء 36
9 أسماء الإشارة 38
10 في كيفية المجاز 40
11 استعمال اللفظ في اللفظ 41
12 الدلالة هل تتبع الإرادة أم لا؟ 48
13 هل للمركبات وضع مستقل؟ 54
14 علامات الحقيقة والمجاز 56
15 التبادر 57
16 صحة السلب 59
17 الاطراد وعدمه 63
18 تعارض الأحوال 65
19 ثبوت الحقيقة الشرعية وعدمه 68
20 في الصحيح والأعم 81
21 وضع ألفاظ العبادات 105
22 في الاشتراك 143
23 استعمال اللفظ في أكثر من معنى 149
24 في المشتق 163
25 اسم الزمان 175
26 الافعال والمصادر 178
27 دلالة الفعل على الزمان 179
28 امتياز الحرف عن الامر والفعل 188
29 اختلاف مبادئ المشتقات 193
30 المراد بالحال 196
31 تأسيس الأصل 204
32 الخلاف في المشتق 207
33 تبادر التلبس 209
34 صحة السلب عن المنقضي 210
35 المضاد دليل الاشتراط 211
36 اشكال على صحة السلب 222
37 أدلة كون المشتق حقيقة في المنقضي 227
38 مفهوم المشتق 242
39 الفرق بين المشتق والمبدأ 268
40 دفع اشتباه الفصول 274
41 كيفية جري الصفات على الله تعالى 278
42 كيفية قيام المبادئ بالذات 280
43 معاني لفظ الامر 295
44 اعتبار العلو في الامر 302
45 إفادة الامر الوجوب 305
46 الطلب والإرادة 314
47 معاني صيغة الامر 351
48 في أن الصيغة حقيقة في أي معنى 358
49 الجمل الخبرية المستعملة في الطلب 363
50 دلالة صيغة الامر على الوجوب 369
51 في التعبدي والتوصلي 373
52 مقتضى اطلاق الصيغة 406
53 الامر عقيب الحظر 409
54 في المرة والتكرار 414
55 المراد بالمرة والتكرار 423
56 فيما يحصل به الامتثال 429
57 في الفور والتراخي 435
58 الاتيان فورا ففورا 441
59 في الاجزاء 443