سبحان الذي أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وكذا قرأ عبد الله.
وأما قوله: من المسجد الحرام فإنه اختلف فيه وفي معناه، فقال بعضهم: يعني من الحرم، وقال: الحرم كله مسجد. وقد بينا ذلك في غير موضع من كتابنا هذا. وقال:
وقد ذكر لنا أن النبي (ص) كان ليلة أسري به إلى المسجد الأقصى كان نائما في بيت أم هانئ ابنة أبي طالب. ذكر من قال ذلك:
61616 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: ثنا محمد بن إسحاق، قال: ثني محمد بن السائب، عن أبي صالح بن باذام عن أم هانئ بنت أبي طالب، في مسرى النبي (ص)، أنها كانت تقول: ما أسري برسول الله (ص) إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة، ثم نام ونمنا، فلما كان قبيل الفجر، أهبنا رسول الله (ص)، فلما صلى الصبح وصلينا معه قال: يا أم هانئ لقد صليت معكم العشاء الآخرة كما رأيت بهذا الوادي، ثم جئت بيت المقدس فصليت فيه، ثم صليت صلاة الغداة معكم الآن كما ترين.
وقال آخرون: بل أسرى به من المسجد، وفيه كان حين أسرى به. ذكر من قال ذلك:
16617 - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر بن عدي، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة، وهو رجل من قومه قال: قال نبي الله (ص): بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان، إذ سمعت قائلا يقول، أحد الثلاثة، فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا قال قتادة:
قلت: ما يعني به؟ قال: إلى أسفل بطنه قال: فاستخرج قلبي فغسل بماء زمزم ثم أعيد مكانه، ثم حشي إيمانا وحكمة، ثم أتيت بدابة أبيض، وفي رواية أخرى: بدابة بيضاء يقال له البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه منتهى طرفه، فحملت عليه، ثم انطلقنا حتى أتينا إلى بيت المقدس فصليت فيه بالنبيين والمرسلين إماما، ثم عرج بي إلى السماء الدنيا... فذكر الحديث.