على موسى صلوات الله وسلامه عليه بإعلامه إياهم، وإخباره لهم لتفسدن في الأرض مرتين يقول: لتعصن الله يا معشر بني إسرائيل ولتخالفن أمره في بلاده مرتين ولتعلن علوا كبيرا يقول: ولتستكبرن على الله باجترائكم عليه استكبارا شديدا. وبنحو الذي قلنا في ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: 16642 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قول الله:
وقضينا إلى بني إسرائيل قال: أعلمناهم.
16643 - حدثني علي بن داود، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني ومعاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: وقضينا إلى بني إسرائيل يقول أعلمناهم.
وقال آخرون: معنى ذلك: وقضينا على بني إسرائيل في أم الكتاب وسابق علمه. ذكر من قال ذلك:
16644 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، وقضينا إلى بني إسرائيل قال: هو قضاء قضى عليهم.
16645 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سيعد، عن قتادة، قوله: وقضينا إلى بني إسرائيل قضاء قضاه على القوم كما تسمعون.
وقال آخرون: معنى ذلك: أخبرنا. ذكر من قال ذلك:
16646 - حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب قال: أخبرنا بني إسرائيل.
وكل هذه الأقوال تعود معانيها إلى ما قلت في معنى قوله: وقضينا وإن كان الذي اخترنا من التأويل فيه أشبه بالصواب لاجماع القراء على قراءة قوله لتفسدن بالتاء دون الياء، ولو كان معنى الكلام: وقضينا عليهم في الكتاب، لكانت القراءة بالياء أولى منها بالتاء، ولكن معناه لما كان أعلمناهم وأخبرناهم، وقلنا لهم، كانت التاء أشبه وأولى للمخاطبة. وكان فساد بني إسرائيل في الأرض المرة الأولى ما:
16647 - حدثني به هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي في خبر ذكره عن أبي صالح، وعن أبي مالك، عن ابن عباس، وعن مرة، عن عبد الله أن الله عهد إلى بني إسرائيل في التوراة لتفسدن في الأرض مرتين فكان أول الفسادين: قتل