أسرى بعبده من الليل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله، لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير وكذا قرأ عبد الله، قال: وهذا كما يقولون: إنه دخل المسجد فصلى فيه، ثم دخل فربط دابته، قال: قلت: والله قد دخله، قال: من أنت فإني أعرف وجهك ولا أدري ما اسمك، قال: قلت: زر بن حبيش، قال: ما عملك هذا؟ قال: قلت:
من قبل القرآن، قال: من أخذ بالقرآن أفلح، قال: فقلت: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله قال: فنظر إلي فقال:
يا أصلع، هل ترى دخله؟ قال: قلت: لا والله، قال حذيفة: أجل والله الذي لا إله إلا هو ما دخله، ولو دخله لوجبت عليكم صلاة فيه، لا والله ما نزل عن البراق حتى رأى الجنة والنار، وما أعد الله في الآخرة أجمع وقال: تدري ما البراق؟ قال: دابة دون البغل وفوق الحمار، خطوه مد البصر.
وقال آخرون: بل أسري بروحه، ولم يسر بجسده. ذكر من قال ذلك:
16628 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: ثني يعقوب بن عتبة بن المغيرة بن الأخنس أن معاوية بن أبي سفيان، كان إذا سئل عن مسرى رسول الله (ص) قال: كانت رؤيا من الله صادقة.
16629 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن محمد، قال: ثني بعض آل أبي بكر، أن عائشة كانت تقول: ما فقد جسد رسول الله (ص)، ولكن الله أسرى بروحه.
16630 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال ابن إسحاق: فلم ينكر ذلك من قولها الحسن أن هذه الآية نزلت وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ولقول الله في الخبر عن إبراهيم، إذ قال لابنه: يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى ثم مضى على ذلك، فعرفت أن الوحي يأتي بالأنبياء من الله ايقاظا " ونياما "، وكان رسول الله (ص) يقول: تنام عيسى وقلبي يقظان فالله أعلم أي ذلك كان قد جاءه وعاين فيه من أمر الله ما عاين على أي حالاته كان نائما أو يقظانا كل ذلك حق وصدق.