وقوله: وإني لأظنك يا فرعون مثبورا يقول: إني لأظنك يا فرعون ملعونا ممنوعا من الخير. والعرب تقول: ما ثبرك عن هذا الامر: أي ما منعك منه، وما صدك عنه؟ وثبره الله فهو يثبره ويثبره لغتان، ورجل مثبور: محبوس عن الخيرات هالك ومنه قول الشاعر:
إذ أجاري الشيطان في سنن الغي * ومن مال ميله مثبوره وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك، قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
17158 - حدثنا عبد الله بن عبد الله الكلابي، قال: ثنا أبو خالد الأحمر، قال: ثنا عمر بن عبد الله، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، في قوله:
إني لأظنك يا فرعون مثبورا قال ملعونا.
* - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا مروان بن معاوية، قال: أخبرنا عمر بن عبد الله الثقفي، عن المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، مثله.
* - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثنا معاوية، عن علي، عن ابن عباس، قوله: إني لأظنك يا فرعون مثبورا يقول: ملعونا.
وقال آخرون: بل معناه: إني لأظنك يا فرعون مغلوبا. ذكر من قال ذلك:
17159 - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: إني لأظنك يا فرعون مثبورا يعني: مغلوبا.
17160 - حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله إني لأظنك يا فرعون مثبورا يقول: مغلوبا.
وقال بعضهم: معنى ذلك: إني لأظنك يا فرعون هالكا. ذكر من قال ذلك:
17161 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحرث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد:
مثبورا: أي هالكا.