وأخلفوا وعدي، فخذهم بعقوبة تجعلها لهم نقمة، ولقومي عظة، ولمن بعدي آية في الأمم الباقية فأرسل الله عليهم الضفادع، فكان أحدهم يضطجع، فتركبه الضفادع، فتكون عليه ركاما، حتى ما يستطيع أن ينصرف إلى الشق الآخر، ويفتح فاه لأكلته، فيسبق الضفدع أكلته إلى فيه، ولا يعجن عجينا إلا تسدخت فيه، ولا يطبخ قدرا إلا امتلأت ضفادع.
فعذبوا بها أشد العذاب، فشكوا إلى موسى عليه السلام، وقالوا: هذه المرة نتوب ولا نعود. فأخذ عهدهم وميثاقهم، ثم دعا ربه، فكشف الله عنهم الضفادع بعد ما أقام عليهم سبعا من السبت إلى السبت، فأقاموا شهرا في عافية ثم عادوا لتكذيبهم وإنكارهم، وقالوا: قد تبين لكم سحره، ويجعل التراب دواب، ويجئ بالضفادع في غير ماء فآذوا موسى عليه السلام، فقال موسى: يا رب إن عبادك نقضوا عهدي، وأخلفوا وعدي، فخذهم بعقوبة تجعلها لهم عقوبة، ولقومي عظة، ولمن بعدي آية في الأمم الباقية فابتلاهم الله بالدم، فأفسد عليهم معايشهم، فكان الإسرائيلي والقبطي يأتيان النيل فيستقيان، فيخرج للإسرائيلي ماء، ويخرج للقبطي دما، ويقومان إلى الحب فيه الماء، فيخرج للإسرائيلي في إنائه ماء، وللقبطي دما.
11672 - حدثني الحرث، قال: ثنا عبد العزيز، قال: ثنا ابن سعد، قال: سمعت مجاهدا، في قوله: فأرسلنا عليهم الطوفان قال: الموت والجراد. قال: الجراد يأكل أمتعتهم وثيابهم ومسامير أبو أبهم، والقمل هو الدبى، سلطه الله عليهم بعد الجراد. قال:
والضفادع تسقط في أطعمتهم التي في بيوتهم وفي أشربتهم.
وقال بعضهم: الدم الذي أرسله الله عليهم كان رعافا. ذكر من قال ذلك.
11673 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا أحمد بن خالد، قال: ثنا يحيى بن أبي بكير، قال: ثنا زهير، قال: قال زيد بن أسلم: أما القمل فالقمل وأما الدم: فسلط عليهم الرعاف.
وأما قوله: آيات مفصلات فإن معناه: علامات ودلالات على صحة نبوة موسى، وحقية ما دعاهم إليه مفصلات، قد فصل بينها، فجعل بعضها يتلو بعضا، وبعضها في إثر بعض.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك.