نؤمن لك، ولن نرسل معك بني إسرائيل فأرسل الله عليهم القمل، والقمل: الدبى، وهو الجراد الذي ليست له أجنحة، فتتبع ما بقي من حروثهم وشجرهم وكل نبات كان لهم، فكان القمل أشد عليهم من الجراد. فلم يستطيعوا للقمل حيلة، وجزعوا من ذلك وأتوا موسى، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك يكشف عنا القمل، فإنه لم يبق لنا شيئا، قد أكل ما بقي من حروثنا، ولئن كشفت عنا القمل لنؤمنن لك، ولنرسلن معك بني إسرائيل فكشف الله عنهم القمل فنكثوا، وقالوا: لن نؤمن لك، ولن نرسل معك بني إسرائيل.
فأرسل الله عليهم الضفادع، فامتلأت منها البيوت، فلم يبق لهم طعام ولا شراب إلا وفيه الضفادع، فلقوا منها شيئا لم يلقوه فيما مضى، فقالوا: يا موسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك، ولنرسلن معك بني إسرائيل قال: فكشف الله عنهم فلم يفعلوا، فأنزل الله: فلما كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون... إلى: وكانوا عنها غافلين.
11666 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا أبو تميلة، قال: ثنا الحسن بن واقد، عن زيد، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كانت الضفادع برية، فلما أرسلها الله على آل فرعون سمعت وأطاعت، فجعلت تغرق أنفسها في القدور وهي تغلي، وفي التنانير وهي تفور، فأثابها الله بحسن طاعتها برد الماء.
11667 - قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: فرجع عدو الله، يعني فرعون، حين آمنت السحرة مغلوبا مفلولا، ثم أبى إلا الإقامة على الكفر والتمادي في الشر، فتابع الله عليه بالآيات، وأخذه بالسنين، فأرسل عليه الطوفان، ثم الجراد، ثم القمل، ثم الضفادع، ثم الدم آيات مفصلات، فأرسل الطوفان، وهو الماء، ففاض على وجه الأرض، ثم ركد، لا يقدرون على أن يحرثوا، ولا يعملوا شيئا، حتى جهدوا جوعا فلما بلغهم ذلك، قالوا: يا موسى ادع لنا ربك لئن كشفت عنا الرجز لنؤمنن لك، ولنرسلن معك بني إسرائيل فدعا موسى ربه، فكشفه عنهم، فلم يفوا له بشئ مما قالوا. فأرسل الله عليهم الجراد، فأكل الشجر فيما بلغني، حتى إن كان ليأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا، فدعا ربه، فكشفه عنهم، فلم يفوا له بشئ مما قالوا. فأرسل الله عليهم القمل، فذكر لي أن موسى أمر أن يمشي إلى كثيب حتى يضربه بعصاه، فمضى إلى كثيب أهيل عظيم، فضربه بها، فانثال عليهم قملا حتى غلب على