بينهم وبين عدوهم رملة لا تجوزها الدواب، ولا يمشي فيها الماشي إلا بجهد، فضربها الله بالمطر حتى اشتدت وثبتت فيها الاقدام.
12259 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق: إذ يغشاكم النعاس أمنة منه: أي أنزلت عليكم الآمنة حتى نمتم لا تخافون، ونزل عليكم من السماء المطر الذي أصابهم تلك الليلة، فحبس المشركون أن يسبقوا إلى الماء، وخلي سبيل المؤمنين إليه. ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام:
ليذهب عنهم شك الشيطان بتخويفه إياهم عدوهم، واستجلاد الأرض لهم، حتى انتهوا إلى منزلهم الذي سبق إليه عدوهم.
12260 - حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي، قال: ثم ذكر ما ألقى الشيطان في قلوبهم من شأن الجنابة وقيامهم يصلون بغير وضوء، فقال: إذ يغشاكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الاقدام حتى تشتدون على الرمل، وهو كهيئة الأرض.
12261 - حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا ابن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، قال: قال رجل عند سعيد بن المسيب، وقال مرة قرأ: وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به فقال سعيد: إنما هي: وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به قال: وقال الشعبي: كان ذلك طشا يوم بدر.
وقد زعم بعض أهل العلم بالغريب من أهل البصرة، أن مجاز قوله: ويثبت به الاقدام ويفرغ عليهم الصبر وينزله عليهم، فيثبتون لعدوهم. وذلك قول خلاف لقول جميع أهل التأويل من الصحابة والتابعين، وحسب قول خطأ أن يكون خلافا لقول من ذكرنا. وقد بينا أقوالهم فيه، وأن معناه: ويثبت أقدام المؤمنين بتلبيد المطر الرمل حتى لا تسوخ فيه أقدامهم وحوافر دوابهم.
وأما قوله: إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم أنصركم، فثبتوا الذين آمنوا يقول: قووا عزمهم، وصححوا نياتهم في قتال عدوهم من المشركين. وقد قيل: إن تثبيت الملائكة المؤمنين كان حضورهم حربهم معهم، وقيل: كان ذلك معونتهم إياهم بقتال أعدائهم، وقيل: كان ذلك بأن الملك يأتي الرجل من أصحاب النبي (ص) يقول: سمعت