جامع البيان - إبن جرير الطبري - ج ٧ - الصفحة ٣٢٤
منها، فولدت فيها إبراهيم، وأصلحت من شأنه ما يصنع مع المولود، ثم سدت عليه المغارة، ثم رجعت إلى بيتها. ثم كانت تطالعه في المغارة، فتنظر ما فعل، فتجده حيا يمص إبهامه، يزعمون والله أعلم أن الله جعل رزق إبراهيم فيها وما يجيئه من مصه. وكان آزر فيما يزعمون، سأل أم إبراهيم عن حملها ما فعل؟ فقالت: ولدت غلاما فمات.
فصدقها، فسكت عنها. وكان اليوم فيما يذكرون على إبراهيم في الشباب كالشهر والشهر كالسنة، فلم يلبث إبراهيم في المغارة إلا خمسة عشر شهرا، حتى قال لامه: أخرجيني أنظر فأخرجته عشاء، فنظر وتفكر في خلق السماوات والأرض، وقال: إن الذي خلقني ورزقني وأطعمني وسقاني لربي، ما لي إله غيره ثم نظر في السماء فرأى كوكبا، قال: هذا ربي ثم أتبعه ينظر إليه ببصره، حتى غاب، فلما أفل: لا أحب الآفلين ثم طلع القمر فرآه بازغا، قال: هذا ربي ثم أتبعه بصره حتى غاب، فلما أفل قال: لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين فلما دخل عليه النهار وطلعت الشمس، أعظم الشمس، ورأى شيئا هو أعظم نورا من كل شئ رآه قبل ذلك، فقال: هذا ربي، هذا أكبر فلما أفلت قال: يا قوم إني برئ مما تشركون، إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين. ثم رجع إبراهيم إلى أبيه آزر وقد استقامت وجهته وعرف ربه وبرئ من دين قومه، إلا أنه لم يبادئهم بذلك. وأخبر أنه ابنه، وأخبرته أم إبراهيم أنه ابنه، وأخبرته بما كانت صنعت من شأنه، فسر بذلك آزر وفرح فرحا شديدا. وكان آزر يصنع أصنام قومه التي يعبدونها، ثم يعطيها إبراهيم يبيعها، فيذهب بها إبراهيم فيما يذكرون، فيقول: من يشتري ما يضره ولا ينفعه؟ فلا يشتريها منه أحد، وإذا بارت عليه، وذهب بها إلى نهر فضرب فيه رؤوسها، وقال: اشربي استهزاء بقومه وما هم عليه من الضلالة حتى فشا عيبه إياها واستهزاؤه بها في قومه وأهل قريته، من غير أن يكون ذلك بلغ نمرود الملك.
وأنكر قوم من غير أهل الرواية هذا القول الذي روي عن ابن عباس، وعمن روي عنه من أن إبراهيم قال للكوكب أو للقمر: هذا ربي وقالوا: غير جائز أن يكون لله نبي ابتعثه بالرسالة أتى عليه وقت من الأوقات وهو بالغ إلا وهو لله موحد وبه عارف ومن كل ما يعبد من دونه برئ. قالوا: ولو جاز أن يكون قد أتى عليه بعض الأوقات وهو به كافر لم يجز أن يختصه بالرسالة، لأنه لا معنى فيه إلا وفي غيره من أهل الكفر به مثله، وليس بين الله وبين أحد من خلقه مناسبة فيحابيه باختصاصه بالكرامة. قالوا: وإنما أكرم من أكرم منهم لفضله في نفسه، فأثابه لاستحقاقه الثواب بما أثابه من الكرامة. وزعموا أن خبر الله عن قيل
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 82 لتجدن أشد الناس عداوة 3
2 83 وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول 8
3 84 وما لنا لا نؤمن بالله 11
4 85 فأثابهم الله بما قالوا جنات 11
5 86 والذين كفروا وكذبوا بآياتنا 12
6 87 يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا الطيبات 12
7 88 وكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا 18
8 89 لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم 18
9 90 يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر 43
10 91 إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم 44
11 92 وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول 48
12 93 ليس على الذين آمنوا 49
13 94 يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله 52
14 95 يا أيها الذين آمنوا لا تقتلوا الصيد 54
15 96 أحل لكم صيد البحر وطعامه 84
16 97 جعل الله الكعبة البيت الحرام 102
17 98 اعلموا أن الله شديد العقاب 106
18 99 ما على الرسول إلا البلاغ 106
19 100 قل لا يستوي الخبيث والطيب 106
20 101 يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا 107
21 102 قد سألها قوم من قبلكم 115
22 103 ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة 116
23 104 وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله 127
24 105 يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم 128
25 106 يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم 136
26 107 فإن عثر على أنهما استحقا إثما 152
27 108 ذلك أدنى أن يأتوا الشهادة 166
28 109 يوم يجمع الله الرسل فيقول 168
29 110 إذ قال الله يا عيسى ابن مريم 171
30 111 وإذ أوحيت إلى الحواريين 173
31 112 إذ قال الحواريون يا عيسى 173
32 113 قالوا نريد أن نأكل منها 176
33 114 قال عيسى ابن مريم اللهم ربنا 177
34 115 قال الله إني منزلها عليكم 182
35 116 وإذ قال الله يا عيسى بن مريم 183
36 117 ما قلت لهم إلا ما أمرتني به 186
37 118 إن تعذبهم فإنهم عبادك 187
38 119 قال الله هذا يوم ينفع الصادقين 188
39 120 لله الملك السماوات والأرض 190
40 سورة الأنعام 1 الحمد لله الذي خلق السماوات 191
41 2 هو الذي خلقكم من طين 194
42 3 هو الله في السماوات وفي الأرض 198
43 4 و ما تأتيهم من آية من آيات ربهم 198
44 5 فقد كذبوا بالحق لما جاءهم 198
45 6 ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم 199
46 7 ولو نزلنا عليك الكتاب في قرطاس 200
47 8 وقالوا لولا أنزل عليه ملك 201
48 9 ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا 202
49 10 ولقد استهزئ برسل من قبلك 204
50 11 قل سيروا في الأرض ثم انظروا 205
51 12 قل لمن ما في السماوات والأرض 205
52 13 وله ما سكن في الليل والنهار 210
53 14 قل أغير الله اتخذ وليا 210
54 15 قل إني أخاف أن عصيت ربي 212
55 16 من يصرف عنه يومئذ فقد رحمه 213
56 17 وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له 213
57 18 وهو القاهر فوق عباده 214
58 19 قل أي شئ أكبر شهادة 214
59 20 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه 217
60 21 ومن أظلم ممن افترى على كذبا 218
61 22 ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول 219
62 23 ثم لن تكن فتنتهم إلا أن قالوا 219
63 24 انظر كيف كذبوا على أنفسهم 221
64 25 ومنهم من يستمع إليك 224
65 26 وهم ينهون عنه وينأون عنه 227
66 27 ولو ترى إذا وقفوا على النار 230
67 28 بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل 233
68 29 وقالوا إن هي إلا حياة الدنيا 234
69 30 ولو ترى إذ وقفوا على ربهم 234
70 31 قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله 235
71 32 وما الحياة الدنيا إلا لعب ولهو 237
72 33 قد يعلم إنه ليحزنك 238
73 34 ولقد كذبت رسل من قبلك 241
74 35 وإن كان كبر عليك إعراضهم 242
75 36 إنما يستجيب الذين يسمعون 244
76 37 وقالوا لولا نزل عليه آية 245
77 38 وما من دابة في الأرض 246
78 39 والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم 249
79 40 قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله 250
80 41 بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون 251
81 42 ولقد أرسلنا إلى أمم من قبلك 252
82 43 فلولا إذا جاءهم بأسنا تضرعوا 252
83 44 فلما نسوا ما ذكروا به 253
84 45 فقطع دابر القوم الذين ظلموا 257
85 46 قل أرأيتم إن أخذ الله سمعكم 257
86 47 قل أرأيتكم إن أتاكم عذاب الله 259
87 48 وما نرسل المسلمين إلا مبشرين 260
88 49 والذين كذبوا بآياتنا يمسهم 260
89 50 قل لا أقول لكم عندي خزائن الله 260
90 51 وأنذر بما يخافون أن يحشروا 261
91 52 ولا تطرد الذين يدعون ربهم 262
92 53 وكذلك فتنا بعضهم ببعض 270
93 54 وإذا جاءكم الذين يؤمنون بآياتنا 271
94 55 وكذلك نفصل الآيات 273
95 56 قل إني نهيت أن أعبد 275
96 57 قل إني على بينة من ربي 275
97 58 قل لو أن عندي ما تستعجلون 277
98 59 وعنده مفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا هو 277
99 60 وهو الذي يتوفاكم بالليل 279
100 61 وهو القاهر فوق عباده 282
101 62 ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق 285
102 63 قل من ينجيكم من ظلمات البر 285
103 64 قل الله ينجيكم منها ومن كل كرب 286
104 65 قل هو القادر على أن يبعث عليكم 286
105 66 وكذب به قومك وهو الحق 296
106 67 لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون 296
107 68 وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا 297
108 69 وما على الذين يتقون 299
109 70 وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا 300
110 71 قل أندعو من دون الله لا ينفعنا 306
111 72 وأن أقيموا الصلاة واتقوه 310
112 73 وهو الذي خلق السماوات 311
113 74 وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر 315
114 75 وكذلك نرى إبراهيم ملكوت 318
115 76 فلما جن عليه الليل رأى كوكبا 322
116 77 فلما رأى القمر بازعا 326
117 78 فلما رأى الشمس بازعة 327
118 79 إني وجهت وجهي 327
119 80 وحاجه قومه قال أتحاجوني 328
120 81 وكيف أخاف ما أشركتم 329
121 82 الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم 330
122 83 وتلك حجتنا آتينا وإبراهيم 337
123 84 ووهبنا له إسحاق ويعقوب 339
124 85 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس 340
125 86 وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا 340
126 87 ومن آبائهم وذرياتهم 342
127 88 ذلك هدى الله يهدي به من يشاء 342
128 89 أولئك الذين آتيناهم الكتاب 343
129 90 أولئك الذين آتيناهم الكتاب 343
130 91 وما قدروا الله حق قدره 347
131 92 وهذا كتاب أنزلناه مبارك 352
132 93 ومن أظلم ممن افترى على كذبا 354
133 94 ولقد جئتمونا فرادى 361
134 95 إن الله الفالق الحب والنوى 365
135 96 فالق الإصباح وجعل الليل سكنا 368
136 97 وهو الذي جعل لكم النجوم 372
137 98 وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة 373
138 99 وهو الذي أنزل من السماء ماء 380
139 100 وجعلوا لله الشركاء الجن 386
140 101 بديع السماوات والأرض 388
141 102 ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو 389
142 103 لا تدركه الأبصار 390
143 104 قد جاءكم بصائر من ربكم 396
144 105 وكذلك نصرف الآيات 397
145 106 اتبع ما أوحي إليك من ربك 402
146 107 ولو شاء الله ما أشركوا 402
147 108 ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله 403
148 109 وأقسموا بالله جهد أيمانهم 405
149 110 ونقلب أفئدتهم وأبصارهم 409