وقوله: رأى كوكبا يقول: أبصر كوكبا حين طلع قال هذا ربي. فروي عن ابن عباس في ذلك، ما:
10490 - حدثني به المثنى، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس، قوله: وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين يعني به: الشمس والقمر والنجوم. فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فعبده حتى غاب، فلما غاب قال: لا أحب الآفلين فلما رأى القمر بازغا قال: هذا ربي فعبده حتى غاب فلما غاب قال: لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين. فلما رأى الشمس بازغة قال: هذا ربي، هذا أكبر فعبدها حتى غابت فلما غابت قال: يا قوم إني برئ مما تشركون.
10491 - حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين علم أن ربه دائم لا يزول فقرأ حتى بلغ: هذا ربي هذا أكبر رأى خلقا هو أكبر من الخلقين الأولين وأنور.
وكان سبب قيل إبراهيم ذلك، ما:
10492 - حدثني به محمد بن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قال: ثني محمد بن إسحاق، فيما ذكر لنا والله أعلم: أن آزر كان رجلا من أهل كوثى من قرية بالسواد سواد الكوفة، وكان إذ ذاك ملك المشرق لنمرود بن كنعان فلما أراد الله أن يبعث إبراهيم حجة على قومه ورسولا إلى عباده، ولم يكن فيما بين نوح وإبراهيم نبي إلا هود وصالح فلما تقارب زمان إبراهيم الذي أراد الله ما أراد، أتى أصحاب النجوم نمرود، فقالوا له:
تعلم أنا نجد في علمنا أن غلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم، يفارق دينكم ويكسر أوثانكم في شهر كذا وكذا من سنة كذا وكذا. فلما دخلت السنة التي وصف أصحاب النجوم لنمرود، بعث نمرود إلى كل امرأة حبلى بقريته، فحبسها عنده، إلا ما كان من أم إبراهيم امرأة آزر، فإنه لم يعلم بحبلها، وذلك أنها كانت امرأة حدثة فيما يذكر لم يعرف الحبل في بطنها. ولما أراد الله أن يبلغ بولدها أراد أن يقتل كل غلام ولد في ذلك الشهر من تلك السنة حذرا على ملكه، فجعل لا تلد امرأة غلاما في ذلك الشهر من تلك السنة إلا أمر به فذبح فلما وجدت أم إبراهيم الطلق، خرجت ليلا إلى مغارة كانت قريبا