والجهل، حيث تقوم هذه الصفات بصد حقائق القرآن عن أفكارهم وعقولهم ولا تسمح لهم بدرك الحقائق الواضحة مثل التوحيد والمعاد وصدق الرسول في دعوته وغير ذلك.
وفيما يخص كلمة " مستور " هل أنها صفة للحجاب، أو لشخص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو للحقائق القرآنية؟ فإن البحث عن ذلك سنشير إليه في البحوث.
وسنتناول في البحوث - أيضا - كيفية نسبة الحجاب للخالق جل وعلا.
أما الآية التي بعدها فتقول: وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا أي أننا غطينا قلوبهم بأستار لكي لا يفهموا معناه، وجعلنا في آذانهم ثقلا، لذلك فإنهم إذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولو على أدبارهم نفورا.
حقا ما أعجب الهروب من الحق، الهرب من السعادة والنجاة، من النصر والفهم! إن شبيه هذا المعنى نجده - أيضا - في الآية (50 - 51) من سورة المدثر:
كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة أي كالحمير الهاربة من الأسد.
ثم يضيف الله تبارك وتعالى مرة أخرى: نحن أعلم بما يستمعون به إذ يستمعون إليك أي أن الله تعالى يعلم الغرض من استماعهم لكلامك وحضورهم في مجلسك وإذ هم نجوى يتشاورون ويتناجون إذ يقول الظالمون إن تتبعون إلا رجلا مسحورا. إذ - في الحقيقة - إنهم لا يأتون إليك من أجل سماع كلامك بقلوبهم وأرواحهم، بل هدفهم هو التخريب، وتصيد الأخطاء (بزعمهم ودعواهم) حتى يحرفوا المؤمنين عن طريقهم إذا استطاعوا. وعادة يكون مثل هؤلاء الأشخاص وبمثل نواياهم، قلوبهم موصدة، وفي آذانهم وقر، لذلك لا يجالسون رجال الحق إلا لتحقيق أهداف شيطانية.
الآية الأخيرة خطاب للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وبالرغم من أن عبارة الآية قصيرة، إلا أنها كانت قاضية بالنسبة لهذه المجموعة حيث قالت: انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا. والآية لا تعني أن الطريق غير واضح والحق