تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٩٠
والمهد مصدر سمي به ما يمهد للصبي من مضجعه.
والكهل من وخطه الشيب ورأيت له بجالة (1).
ولذا قيل: والمراد " وكهلا " بعد نزوله، لأنه رفع شابا. وذكر أحواله المختلفة المتنافية، إشارة إلى أنه ممكن، ليس بإله.
ومن الصالحين: حال ثالث من " كلمة " أو ضميرها الذي في " يكلم ".
قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر: تعجب، وقيل: استبعاد عادي، أو استفهام عن أنه يكون بتزوج أو غيره.
قال: جبرائيل، أو الله و جبرائيل حكى لها قوله تعالى:
كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون: أي كما يقدر أن يخلق الأشياء بأسباب ومواد متدرجا يقدر أن يخلقها دفعة من غير ذلك.
ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل: أما كلام مبتدأ ذكر تطييبا لقلبها وإزاحة لما همها من خوف اللوم على أنها تلد من غير زوج، أو عطف على " يبشرك " أو " وجيها ".
و " الكتاب " الكتبة، أو جنس الكتب المنزلة. وتخصيص الكتابين لفضلهما.
وقرأ عاصم ونافع بالياء.
* * *

(١) الكهل: الرجل إذ وخطه الشيب ورأيت له بجالة، وفي الصحاح الكهل من الرجال الذي جاوز الثلاثين ووخطه الشيب (لسان العرب: ج ١١ حرف اللام - لغة كهل).
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 ... » »»
الفهرست