وفي روضة الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن ابن محبوب، عن أبي جميلة، عن أبان بن تغلب وغيره، عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه سئل هل كان عيسى بن مريم أحيى أحدا بعد موته حتى كان له أكل ورزق ومدة وولد؟ فقال: نعم، إنه كان له صديق مواخ له في الله تعالى وكان عيسى (عليه السلام) يمر به وينزل عليه، وإن عيسى (عليه السلام) غاب عنه حينا ثم مر به ليسلم عليه فخرجت إليه أمه فسألها عنه؟ فقالت: مات يا رسول الله، قال أتحبين أن تريه؟ قالت: نعم، فقال لها: فإذا كان غدا فأتيك حتى أحييه لك بإذن الله تبارك وتعالى، فلما كان من الغد أتاها فقال لها: انطلقي معي إلى قبره، فانطلقا حتى أتيا قبره فوقف عيسى (عليه السلام) ثم دعا الله عز وجل فانفرج القبر وخرج ابنها حيا، فلما رأته أمه ورآها بكيا فرحمهما عيسى (عليه السلام) فقال عيسى:
أتحب أن تبقى مع أمك في الدنيا؟ فقال له: يا نبي الله بأكل ورزق ومدة، أم بغير أكل و [لا] رزق و [لا] مدة؟ فقال له عيسى (عليه السلام): بأكل ورزق ومدة، تعمر عشرين سنة وتزوج ويولد لك، قال: نعم إذا، قال: فدفعه عيسى إلى أمه فعاش عشرين سنة وولد له (1).
وفي الكافي: علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن علي بن الحكم، عن ربيع ابن محمد، عن عبد الله بن سليم العامري، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن عيسى بن مريم جاء إلى قبر يحيى بن زكريا (عليهما السلام) وكان سأل ربه أن يحييه له، فدعاه فأجابه وخرج إليه من القبر فقال له: ما تريد مني؟ فقال له: أريد أن تؤنسني كما كنت في الدنيا، فقال له: يا عيسى ما سكنت عني حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدنيا وتعود علي حرارة الموت. فتركه فعاد إلى قبره (2).
وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم: بالمغيبات من أحوالكم التي لا تشكون فيها.