[ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم وما كنت لديهم إذ يختصمون (44)] ووصي خير الخليقة وزوج سيدة نساء هذه الأمة (1).
ذلك: أي ما ذكرنا من قصص زكريا ويحيى ومريم.
من أنباء الغيب نوحيه إليك: من الغيوب التي لم تعرفها إلا بالوحي.
وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم: قيل: أقداحهم للاقتراع في نهر أردن.
وقيل: أقلامهم التي كانوا يكتبون التوراة تبركا (2).
والمراد تقرير كونه وحيا على سبيل التهكم بمنكريه، فإن طريق معرفة الوقائع المشاهدة والسماع، وعدم السماع معلوم لا شبهة فيه عندهم، فبقي أن يكون الابهام باحتمال العيان، ولا يظن به عاقل. ليعلموا.
أيهم يكفل مريم: معمول لما دل عليه " يلقون أقلامهم ".
وفي كتاب الخصال: عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: أول من سوهم [عليه] مريم بنت عمران، وهو قول الله تعالى: " وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم " والسهام ستة (3).
وفي من لا يحضره الفقيه مثله (4).
وما كنت لديهم إذ يختصمون: تنافسا في كفالتها.