تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٩٢
و قرأ نافع هنا وفي المائدة طائرا بألف وهمزة.
وفي كتاب الخصال: عن الحسين بن علي (عليهما السلام) قال: كان علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله: أخبرني عن ستة لم يركضوا في رحم؟ فقال: آدم، وحواء، وكبش إسماعيل، وعصا موسى، وناقة صالح، والخفاش الذي عمله عيسى ابن مريم فطار بإذن الله (1) وأبرئ الأكمه: الذي ولد أعمى والممسوح العين.
والأبرص: الذي به البرص.
نقل أنه ربما يجتمع عليه ألوف من المرضى، من أطاق منهم أتاه ومن لم يطق أتاه عيسى، وما يداوى إلا بالدعاء (2).
وأحى الموتى بإذن الله: كرره لدفع توهم الألوهية، فإن الاحياء ليس من جنس الافعال البشرية.
وفي عيون الأخبار: بإسناده إلى أبي يعقوب البغدادي قال: قال ابن السكيت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام) لما ذا بعث الله موسى بن عمران بيده البيضاء [والعصى] وآلة السحر، وبعث عيسى بالطب، وبعث محمدا (صلى الله عليه وآله) بالكلام والخطب فقال له أبو الحسن (عليه السلام): إن الله تعالى لما بعث موسى - إلى أن قال - وإن الله تعالى بعث عيسى (عليه السلام) في وقت ظهرت فيه الزمانات واحتاج الناس إلى الطب فأتاهم من عند الله تعالى بما لم يكن عندهم مثله، وإنما أحيى لهم الموتى وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى وأثبت به الحجة عليهم (3).

(١) الخصال: ص ٣٢٢ باب الستة (ستة لم يركضوا في رحم) ح ٨.
(٢) رواه البيضاوي: ج ١ ص ١٦١ عند تفسيره لقوله تعالى " وابرء الأكمه والأبرص " الآية. وفي الدر المنثور ج ٢ ص ٣٢ ما لفظه (وزعم وهب أنه ربما اجتمع على عيسى من المرضى في الجماعة الواحدة خمسون ألفا). وفي انكشاف: ج 1 ص 364 أيضا مثله، وفي مجمع البيان: ج 1 - 2 ص 445، أيضا مثله.
(3) عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 78 باب 32 في ذكر ما جاء عن الرضا من العلل، ح 12.
(٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 ... » »»
الفهرست