وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثنا أحمد بن محمد الهمداني، قال: حدثني جعفر ابن عبد الله، قال: حدثنا كثير بن عياش، عن زياد بن المنذر، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) في قوله: " وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون " فإن عيسى (عليه السلام) كان يقول لبني إسرائيل: إني رسول الله إليكم و " إني اخلق لكمن من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وابرأ الأكمه والأبرص " والأكمه هو الأعمى، قالوا: ما نرى الذي تصنع إلا سحرا، فأرنا آية نعلم أنك صادق؟ قال: أنك صادق؟ قال: أرأيتكم إن أخبرتكم " بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم " يقول: ما أكلتم في بيوتكم قبل أن تخرجوا، وما ادخرتم بالليل، تعلمون اني صادق؟ قالوا: نعم، فكان يقول [للرجل]: أنت أكلت كذا وكذا وشربت كذا وكذا ورفعت كذا وكذا، فمنهم من يقبل منه فيؤمن، ومنهم من يكفر، وكان لهم في ذلك آية إن كانوا مؤمنين (1).
إن في ذلك لاية لكم إن كنتم مؤمنين: موفقين للايمان، فإن غيرهم لا ينتفع بالمعجزات، أو مصدقين بالحق غير معاندين.
وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): روي عن موسى بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه، عن الحسين بن علي (عليهم السلام) أنه قال: أن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم قال لعلي (عليه السلام) في أثناء كلام طويل:
فإن هذا عيسى بن مريم يزعمون أنه تكلم في المهد صبيا، قال له علي (عليه السلام): لقد كان كذلك، ومحمد (صلى الله عليه وآله) سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض ورافعا يده اليمنى إلى السماء يحرك شفتيه بالتوحيد، وبدا من فيه نور رأي أهل مكة قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها، والقصور البيض من إصطخر وما يليها، ولقد أضاءت الدنيا ليلة ولد النبي (صلى الله عليه وآله) حتى فزعت الجن والإنس والشياطين وقالوا: حدث في الأرض حدث.