تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٠١
بالحواس.
وفي تفسير العياشي: وروي عن ابن أبي عمير، عن رجل، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله: " فلما أحس عيسى منهم الكفر " أي لما سمع ورأى أنهم يكفرون (1).
فعلى هذه الرواية كان الاحساس مستعملا في معناه الحقيقي، ولا يكون استعارة تبعية كما في الأول.
قال من أنصاري: جمع ناصر، وحمله على (من) لإرادة المتعدد منه، أو للمبالغة في كونه ناصرا.
إلى الله: ملتجئا إلى الله، أو ذاهبا أو ضاما إليه.
ويحتمل تعلقه ب‍ (أنصاري) على تضمين الإضافة، أي من الليف (2) يضيفون أنفسهم إلى الله في نصري.
وقيل: (إلى) ههنا بمعنى، مع، أو في، أو اللام.
قال الحواريون: حواري الرجل صفوته وخالصته، من الحور، وهو البياض الخالص، ومنه الحواريات للحضريات لخلوص ألوانهن ونظافتهن.
قال: فقل للحواريات يبكين غيرنا * ولا تبكنا إلا الكلاب النوابح (3).
وفي وزنه الحوالي، وهو الكثير الحيلة. سمي أصحاب عيسى (عليه السلام)، قال: لخلوص نيتهم ونقاء (4) سريرتهم. وقيل: كانوا ملوكا يلبسون البيض، استنصر بهم عيسى على اليهود. وقيل: قصارون يحورون الثياب ويبيضونها.

(1) لم نعثر عليه في تفسير العياشي وذكره علي بن إبراهيم: ج 1 ص 103 في تفسيره لقوله تعالى " فلما أحس عيسى " الآية.
(2) كذا في نسخة - 1 - والصحيح الذين.
(3) للحارث بن جلزة اليشكري، يقول: فقل للنساء الحضريات الصافيات البياض يبكين غيرنا، كناية عن أنه ليس من أهل التنعم، ثم نهى عن أن يبكيهم إلا الكلاب التي تساق معهم للصيد، أو التي جرت عادتها بأكل قتلاهم في الحرب، أو التي تنبحهم إذا أقبلوا على أصحابها، كناية عن أنه من أهل البدو والغزو (عن هامش الكشاف: ج 1 ص 366).
(4) في نسخة - أ -: وفقاء والصحيح ما أثبتناه لاقتضاء سياق الكلام.
(١٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»
الفهرست