الطفل، وجعلها وابنها آية للعالمين (1).
والأظهر أن الاصطفاء الأول، اصطفاءها من ذرية الأنبياء، والثاني اصطفاءها لولادة عيسى (عليه السلام) من غير فحل وتطهيرها، طهرها من أن بكون في آبائها وأمهاتها وفي نفسها سفاح.
و قيل: وتطهيرها مما يستقذر من النساء.
وينافيه ظاهر ما سبق في الخبر من قوله: فلما بلغت ما يبلغ النساء من الطمث.
وأما ما رواه العياشي في تفسيره عن الحكم بن عيينة قال: سألت أبا جعفر (عليه السلام) عن قول الله في الكتاب: " إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين " اصطفاها مرتين، والاصطفاء إنما هو مرة واحدة، قال: فقال: يا حكم إن لهذا تأويلا وتفسيرا، فقلت له: ففسره لنا أبقاك الله، فقال: يعني اصطفاءه إياها أولا من ذرية الأنبياء المصطفين المرسلين، وطهرها [من] أن يكون في ولادتها من آبائها وأمهاتها سفاحا، واصطفاها بهذا في القرآن " يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين " شكرا لله (2).
فالظاهر أن السائل قد خفي عليه الاصطفاء الأول، وانحصر الاصطفاء عنده في الثاني، وسأل فبينه (عليه السلام) له وسكت عن الثاني لظهوره عنده.
وفي مجمع البيان: و " واصطفاك على نساء العالمين " أي [على نساء] عالمي زمانك، لان فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) سيدة نساء العالمين، وهو قول أبي جعفر (عليه السلام). وقد روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال:
فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين، وقال أبو جعفر (عليه السلام) معنى الآية: واصطفاك من ذرية الأنبياء وطهرك من الفساح واصطفاك لولادة عيسى من غير فحل وزوج (3).