تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٨١
إلا رمزا: إشارة برأسك، وأصله التحرك، ومنه الراموز للبحر، والاستثناء منقطع، وقيل: متصل، والمراد بالكلام ما دل على الضمير.
هذا إذا قرأ (يمسك) في الخبر الأول على البناء للفاعل وإرجاع ضميره إلى زكريا. وأما إذا قرأ على البناء للمفعول، أو يجعل فاعل الامساك هو الله سبحانه، فالحل ما نقله البيضاوي من أن المعنى: " اجعل لي آية " علامة أعرف بها الحبل لاستقبله بالبشاشة والشكر وتزيح مشقة الانتظار، " قال " آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام " أي لا تقدر على تكليم الناس ثلاثا (1).
وقرئ رمز كخدم جمع رامز، ورمز كرسل جمع ورمز كرسل جمع رموز على أنه حال منه ومن الناس بمعنى مترامزين كقوله:
متى ما تلقني فردين ترجف * روانف أليتيك وتستطار (2) واذكر ربك كثيرا: في أيام الامساك عن الكلام مع الناس، وهو مؤكد لما قبله، مبين للغرض منه.
قال البيضاوي: وتقييد الامر بالكثير، يدل على أنه ليس للتكرار (3).
وفيه أنه لعل التقييد لتأكيد ما يفيده الامر، فلا يدل على المدعي.
وسبح بالعشي: من الزوال إلى الغروب، وقيل: من العصر أو الغروب إلى ذهاب صدر الليل.
والابكار: من طلوع الفجر إلى الضحى.
وقرئ بفتح الهمزة جمع بكر كسحر وأسحار.

(1) أنوار التنزيل: ج 1 ص 159 في تفسير آية 41 من سورة آل عمران.
(2) لعنترة يخاطب عمارة بن زياد العبسي، لما قال لقومه: ليتني لقيته فأرحتكم منه وأعلمتكم أنه عبد.
قال متى تلاقني حال كوننا منفردين عن غيرنا، تخف مني فترتعد أطراف أليتيك، فارتعادها كناية عن الخوف، وتستطارا مؤكد بالنون الخفيفة المنقلبة ألفا، والفاعل ضمير المخاطب، كان الخوف يطيره (تلخيص من هامش الكشاف: ج 1 ص 361 في هامش تفسير آية 41 من سورة آل عمران.
(3) أنوار التنزيل: ج 1 ص 160 في تفسير آية 41 من سورة آل عمران.
(٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست