تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٧٢
وأنبتها نباتا حسنا: مجاز عن تربيتها بما يصلحها في جميع أحوالها.
وكفلها زكريا: شدد الفاء حمزة والكسائي وعاصم، وقصروا زكريا غير عاصم في رواية ابن عياش على أن الفاعل هو الله وزكريا مفعول، وخفف الباقون ومدوا زكريا مرفوعا.
كلما دخل عليها زكريا المحراب: أي الغرفة التي بني لها، أو المسجد، أو أشرف مواضعه ومقدمه سمي به، لأنه محل محاربة الشيطان.
وجد عندها رزقا: جواب " كلما " وناصبه.
وفي تفسير العياشي: وفي رواية حريز عن أحدهما (عليهما السلام) قال: نذرت ما في بطنها للكنيسة، أن تخدم العباد، وليس الذكر كالأنثى في الخدمة، قال:
فشبت، وكانت تخدمهم وتناولهم حتى بلغت، فأمر زكريا أن يتخذ لها حجابا دون العباد، وكان يدخل عليها فيرى عندها ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء فهنالك دعا وسأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى (1).
قال يا مريم أنى لك هذا: من أين لك هذا الرزق الآتي في غير أوانه، والأبواب مغلقة عليك؟
قالت هو من عند الله: فلا تستبعد.
إن الله يرزق من يشاء بغير حساب: بغير تقدير لكثيرته، أو بغير استحقاق تفضلا به، وهو يحتمل أن يكون من كلامها، وأن يكون من كلام الله.
وفي تفسير العياشي: عن إسماعيل الجعفي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال:
إن امرأة عمران لما نذرت ما في بطنها محررا، قال: المحرر للمسجد إذا وضعته وادخل المسجد فلم يخرج من المسجد أبدا، فلما ولدت مريم " قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " فساهموا عليها (فساهم عليها النبيون خ ل)، فأصاب القرعة زكريا، وهو زوج أختها، وكفلها، وأدخلها المسجد، فلما بلغت ما يبلغ النساء

(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»
الفهرست