فان وعجوز عاقر.
و " كذلك " خبر مبتدأ محذوف، أي الامر كذلك.
و " الله يفعل ما يشاء " جملة أخرى لبيان أنه يفعل ما يريده من العجائب، أي أنت وزوجك كبير وعاقر، والله يفعل ما يشاء من خلق الولد.
ويحتمل أن يكون " كذلك " مفعولا مطلقا ل " يفعل " ويكون ذلك إشارة إلى ما تعجب منه، أي الله يفعل ما يشاء من العجائب مثل ذلك الفعل، أي إنشاء الولد من الفاني والعاقر، أو إشارة إلى ما بينه من حالتهما، أي الذي يفعل ما يشاء من خلق الولد كما أنت عليه وزوجك من الكبر والعقر.
قال رب اجعل لي آية: علامة أعلم بها أن ذلك الصوت من الله، ويكون عبادة يتدارك بها ما دخله من تلك الهبة، وذلك لأنه إذا جعل له آية وأوحى إليه الآية من الله عبادة وشكرا للموهبة يعلم أن صوت الملائكة بأمر الله ووحيه، ويخضع لله تعالى شكرا لنعمه.
وفي تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إن زكريا لما دعا ربه أن يهب له ولدا فنادته الملائكة بما نادته به أحب أن يعلم أن ذلك الصوت من الله، فأوحى إليه أن آية ذلك يمسك لسانه عن الكلام ثلاثة أيام. قال: فلما أمسك لسانه ولم يتكلم، علم أنه لا يقدر على ذلك إلا الله، وذلك قول الله: " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " (1).
وعن حماد، عمن حدثه، عن أحدهما (عليه السلام) قال: لما سأل ربه أن يهب له ذكرا فوهب له يحيى، فدخله من ذلك، فقال: " رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا " فكان يومى برأسه، وهو الرمز (2).
قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام: أي الله أوحى إليه أن آيتك وعبادتك ألا تكلم الناس في ثلاثة أيام وتخلص المدة لذكر الله شكره قضاء لحق النعمة.