تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٦٧٥
عبد الله (عليه السلام)، حديث طويل، وفيه: وأما غيبة عيسى (عليه السلام)، فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل، فكذبهم الله (جل ذكره) بقوله: " وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم " (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عمير، عن جميل بن صالح، عن عمران بن أعين، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن عيسى (عليه السلام) وعد أصحابه ليلة رفعه الله إليه، فاجتمعوا إليه عند المساء وهم اثنا عشر رجلا، فأدخلهم بيتا، ثم خرج عليهم من عين في زاوية البيت وهو ينفض رأسه من الماء، فقال: إن الله أوحى إلى أنه رافعي إليه الساعة ومطهري من اليهود، فأيكم يلقى عليه شبحي فيقتل ويصلب ويكون معي في درجتي؟ فقال شاب منهم: أنا يا روح الله، فقال، فأنت هوذا، فقال لهم عيسى: أما أن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، فقال رجل منهم: أنا هو يا نبي الله، فقال عيسى: أتحس بذلك في نفسك فلتكن هو، ثم قال لهم عيسى أما أنكم ستفترقون بعدي على ثلاث فرق، فرقتين مفتريتين على الله، في النار وفرقة تتبع شمعون صادقة على الله في الجنة، ثم قال: رفع الله عيسى إليه من زاوية البيت وهم ينظرون إليه، ثم قال أبو جعفر (عليه السلام): إن اليهود جاءت في طلب عيسى من ليلتهم فأخذوا الرجل الذي قال له عيسى: إن منكم لمن يكفر بي قبل أن يصبح اثنتي عشرة كفرة، وأخذوا الشاب الذي القي عليه شبج عيسى، فقتل وصلب، وكفر الذي قال له عيسى:
تكفر قبل أن تصبح اثنتي عشرة كفرة (2) وإن الذين اختلفوا فيه: في شأن عيسى.
قال البيضاوي: إنه لما وقعت تلك الواقعة، اختلف الناس، فقال بعض اليهود: إنه كان كاذبا، فقتلناه حقا، وتردد آخرون فقال بعضهم: إن كان هذا

(١) كمال الدين وتمام النعمة: ص ٣٤٥ الباب الثالث والثلاثون (ما أخبر به الصادق (عليه السلام) من وقوع الغيبة) ح 50 س 17.
(2) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 103 في تفسيره لآية 55 من سورة آل عمران.
(٦٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 670 671 672 673 674 675 676 677 678 679 680 ... » »»
الفهرست