حكيما: فيما دبر لعباده.
وإن من أهل الكتب إلا ليؤمنن به قبل موته: قيل: أي وإن من أهل الكتاب أحد إلا ليؤمنن به، فقوله: " ليؤمنن به " جملة قسمية وقعت صفة لاحد، ويعود الضمير الثاني إليه، والأول إلى عيسى، لمعنى: مامن اليهود النصارى أحد إلا ليؤمنن بأن عيسى عبد الله ورسوله قبل أن يموت ولو حين يزهقه روحه ولا ينفعه إيمانه.
ويؤيد ذلك أن قرئ " إلا ليؤمنن به قبل موتهم " بضم النون، لان أحد في معنى الجمع، وهذا كالوعيد لهم والتحريض على معاجلة الايمان به قبل أن يضطروا إليه ولم ينفعهم إيمانهم.
وقيل: الضميران لعيسى، والمعنى إذا نزل من السماء آمن به أهل الملل جميعا (1).
وفي تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن أبي حمزة، عن شهر بن حوشب قال: قال لي الحجاج: يا شهر، آية في كتاب الله قد أعيتني؟! فقلت: أيها الأمير أية آية هي؟ فقال قوله: " وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته " والله إني لآمر باليهودي والنصراني فيضرب عنقه، ثم أرمقه بعيني فما أراه يحرك شفتيه حتى يخمد، فقلت: أصلح الل الأمير، ليس على ما تأولت، قال: كيف هو؟ قلت: إن عيسى ينزل قبل يوم القيامة إلى الدنيا فلا يبقى أهل ملة يهودي ولا غيره إلا آمن به قبل موته، ويصلي خلف المهدي، قال: ويحك أنى لك هذا ومن أين جئت به؟! فقلت: حدثني به محمد بن علي بن