خليلا إلى ربه فقيرا، وإليه منقطعا، وعن غيره متعففا معرضا مستغنيا، وذلك أنه لما أريد قذفه في النار، فرمي به في المنجنيق، فبعث الله إلى جبرئيل، فقال له: أدرك عبدي فجاءه فلقيه في الهواء، فقال: كلفني ما بدالك، فقد بعثني الله لنصرتك، فقال: بل حسبي الله ونعم الوكيل، إني لا أسأل غيره، ولا حاجة لي إلا إليه، فسماه خليله، أي فقيره ومحتاجه والمنقطع إليه عمن سواه، قال: فإذا جعل معنى ذلك من الخلة، وهو أنه قد تخلل معانيه ووقف على أسرار لم يقف عليها غيره، كان معناه العالم به وبأموره، ولا يوجب ذلك تشبيه الله بخلفه، ألا ترون أنه إذا لم ينقطع إليه لم يكن خليله، وإذا لم يعلم بأسراره لم يكن خليله (1).
وفي عيون الأخبار: في باب ما جاء عن الرضا (عليه السلام) من العلل إلى الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعت أبي يحدث عن أبيه (عليه السلام) أنه قال: إنما اتخذ الله إبراهيم خليلا لأنه لم يرد أحدا ولم يسأل أحدا قط غير الله (2).
وفي كتاب علل الشرائع: بإسناده إلى ابن أبي عمير، عمن ذكره قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): اتخذ الله (عز وجل) خليلا قال: لكثرة سجوده على الأرض (3).