[ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الانعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا (119)] هذه الآية، من بني آدم تسعة وتسعون في النار، وواحد في الجنة (1).
وفي رواية أخرى: من كل ألف واحد لله وسائرهم للنار ولإبليس (2).
قيل: وقد برهن سبحانه أولا على أن الشرك ضلال في الغاية على سبيل التعليل، أن ما يشركون به ينفعل ولا يفعل فعلا اختياريا، وذلك ينافي في الألوهية غاية المنافاة، فإن الاله ينبغي أن يكون فاعلا غير منفعل. ثم استدل عليه بأنه عبادة الشيطان، وهي أفظع الضلال، لثلاثة أوجه، الأول: إنه مريد منهمك في الضلال لا يعلق بشئ من الخير والهدى، فيكون طاعته ضلالا بعيدا من الهدى، والثاني: أنه ملعون لضلاله، فلا يستجلب مطاوعته سوى الضلال واللعن، والثالث: أنه في غاية العداوة والسعي في إهلاكهم وموالاة من هذا شأنه غاية الضلالة، فضلا عن عبادته (3).
ولأضلنهم: عن الحق.
ولأمنينهم: الأماني الباطلة، كطول العمر، وأن لا بعث ولا عقاب.
في أمالي الصدوق: جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: لما نزلت هذه الآية " والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم " صعد إبليس جبلا بمكة يقال له ثور، فصرخ بأعلى صوته بعفاريته فاجتمعوا إليه، فقالوا: