[إنا أنزلنا إليك الكتب بالحق لتحكم بين الناس بما أرك الله ولا تكن للخائنين خصيما (105)] كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون: من إظهار الدين واستحقاق الثواب فأنتم أحرى وأولى على حربهم، منهم على قتالكم.
وهذا إلزام على المؤمنين، وتقريع على التواني فيه، بأن الضرر دائر بين الفريقين، غير مختص بهم.
وقرئ " أن تكونوا " بالفتح، أي ولا تهنوا لان تكونوا تألمون، ويكون قوله:
" فإنهم يألمون " علة للنهي عن الوهن لأجله.
وكان الله عليما: بمصالح خلقه.
حكيما: فيما يأمر وينهي.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لما رجع من وقعة أحد ودخل المدينة نزل عليه جبرئيل، فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تخرج في أثر القوم، ولا يخرج معك إلا من به جراحة، فأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مناديا ينادي يا معاشر المهاجرين والأنصار، من كانت به جراحة فليخرج، ومن لم يكن به جراحة فليقم، فأقبلوا يضمدون جراحاتهم ويداوونها، فأنزل الله على نبيه " ولا تهنوا " الآية وقال (عز وجل): " أن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " إلى قوله: " شهداء " (1): فخرجوا على ما بهم من الألم والجراح (2).
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله: بما عرفك وأوحى إليك.