أبي عبد الله، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: قلت له: جعلت فداك ما حد الجار؟ قال: أربعون ذراعا من كل جانب (1).
والتوفيق بين هذا الخبر والخبرين الأولين: إن المراد بالجار في هذا الخبر، الجار ذي القربى، وفي الأولين الجار الجنب.
وفي من لا يحضره الفقيه: في الحقوق المروية عن علي بن الحسين (عليهما السلام): وأما حق جارك فحفظه غائبا وإكرامه شاهدا، ونصرته إذا كان مظلوما، ولا تتبع له عورة، وإن علمت عليه سوء سترته عليه، وإن علمت أنه يقبل نصيحتك نصحته فيما بينك وبينه، ولا تلمه عند شديدة، وتقبل عثرته، وتغفر ذنوبه، وتعاشره معاشرة كريمة ولا قوة إلا بالله (2).
وعن الصادق (عليه السلام): حسن الجوار يزيد في الرزق (3).
وقال: حسن الجوار يعمر الديار ويزيد في الاعمار (4).
وعن الكاظم (عليه السلام): ليس حسن الجوار كف الأذى، ولكن حسن الجوار صبرك على الأذى (5).
وعن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): الجيران ثلاثة، فجار له ثلاثة حقوق، حق الجوار وحق القرابة وحق الاسلام. وجار له حقان، وحق الجوار وحق الاسلام.
وجار له حق واحد، حق الجوار، وهو المشرك من أهل الكتاب. ذكر هذا الخبر البيضاوي والفاضل الكاشي في تفسيره (6).