تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٤٥
وتنكح هابيل أختي الجميلة؟ قال آدم: فأنا أقرع بينكما، فإن خرج سهمك يا قابيل على لوزا وخرج سهمك يا هابيل إقليما زوجت كل واحد منكما التي يخرج سهمه عليها، قال: فرضيا بذلك فاقترعا قال فخرج سهم هابيل على لوزا أخت قابيل وخرج سهم قابيل على إقليما أخت هابيل، قال: فزوجهما على ما خرج لهما من عند الله، قال: ثم حرم الله نكاح الأخوات بعد ذلك، قال: فقال له القرشي:
فأولداهما؟ قال: نعم قال: فقال القرشي: فهذا فعل المجوس اليوم! قال: فقال علي ابن الحسين (عليهما السلام): إن المجوس إنما فعلوا ذلك بعد التحريم من الله، ثم قال له علي بن الحسين (عليه السلام): إن المجوس إنما هي شرائع جرت أليس الله قد خلق زوجة آدم منه ثم أحلها له؟ فكان ذلك شريعة من شرائعهم، ثم أنزل الله التحريم بعد ذلك (1).
وما روي في كتاب كمال الدين وتمام النعمة: بإسناده إلى محمد بن المفضل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليهما السلام) أنه قال: لما أكل آدم من الشجرة هبط إلى الأرض، فولد له هابيل وأخته توأم، وولد له قابيل وأخته توأم، ثم إن آدم أمر قابيل وهابيل أن يقربا قربانا، وكان هابيل صاحب غنم، وكان قابيل صاحب زرع، فقرب هابيل كبشا وقرب قابيل مزرعة عالم ينق، وكان كبش هابيل من فضل غنمه، وكان زرع قابيل غير منقى، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل قربان قابيل، وهو قول الله " واتل عليهم " الآية (2).
واتقوا الله الذي تساءلون به: أي يسأل بعضكم بعضا به، فيقول: أسألك بالله.
وأصله: تتساءلون فأدغمت التاء الثانية في السين.
وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بطرحها (2).

(١) الاحتجاج: ج ٢ ص ٣١٤، احتجاجات الإمام السجاد (عليه السلام) س ١١.
(٢) كمال الدين وتمام النعمة: ج ١ ص ٢١٣ باب ٢٢ اتصال الوصية من لدن آدم (عليه السلام)، وإن الأرض لا تخلو من حجة لله (عز وجل) على خلقه إلى يوم القيامة ح ٢ ص ١٣.
(٣) قرئ (تساءلون) بالتشديد، و (تساءلون) بالتخفيف. فمن قرا (تساءلون) بالتشديد. غم التاء في السين لقربهما في المخرج. وأدغمت التاء في السين ولم تدغم السين في التاء، لان في السين زيادة صوت، لأنها لأنها من حروف الصفير، وهي الصاد والسين والزاي. وإنما يدغم الأنقص صوتا فيما هو الازيد صوتا، ولا يدغم الازيد صوتا فيما هو الأنقص صوتا، لأنه يؤدي إلى الاجحاف به ويبطل ماله من الفضل على مقاربه. ومن قرأ (تساءلون به) بالتخفيف فإنه حذف إحدى اليائين (البيان في غريب إعراب القرآن لا بن الأنباري، غريب إعراب سورة النساء: ص 240).
(٣٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 340 341 342 343 344 345 346 347 348 349 350 ... » »»
الفهرست