وما في بعض الأخبار الماضية، أن الله أنزل الحوراء على هبة الله، لا ينافي ما في هذا الخبر، لامكان الانزال أولا على أول أولاده، ثم أنزلها ثانيا على هبة الله بسؤال آدم.
ولا ينافيه أيضا ما رواه العياشي: عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن آدم ولد له أربعة ذكور، فأنزل الله إليهم أربعة من الحور العين، فزوج كل واحد منهم واحدة، فتوالدوا، ثم إن الله رفعهن، وزوج هؤلاء الأربعة، أربعة من الجن، فصار النسل فيهم، فما كان من حلم فمن آدم، وما كان من جمال فمن قبل الحور العين، وما كان من قبح أو سوء خلق فمن الجن (1).
لاحتمال أن يكون المراد من ولد آدم، ولد هبة الله، لان ولده أولاده، وقد سبق في الخبر، أن الله أنزل على أولاده أربعة من الحور العين.
ويحتمل أن يكون المراد من أربعة من الحور العين على أربعة من أولاد آدم غير من أنزل له أولا، فلا منافاة.
وأما ما روي في كتاب الإحتجاج للطبرسي (رحمه الله): عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يحدث رجلا من قريش قال: لما تاب الله على آدم واقع حواء ولم يكن غشيها منذ خلق وخلقت إلا في الأرض، وذلك بعد ما تاب الله عليه، قال: وكان آدم يعظم البيت وما حوله من حرمة البيت، وكان إذا أراد أن يغشى حواء خرج من الحرم وأخرجها معه، فإذا جاز الحرم غشيها في الحل، ثم يغتسلان إعظاما منه للحرم، ثم يرجع إلى فناء البيت، فولد لآدم من حواء عشرون ذكرا وعشرون أنثى، فولد له في كل بطن ذكر وأنثى، فأول بطن ولدت حواء هابيل ومعه جارية يقال لها إقليما، قال: وولدت في البطن الثاني قابيل ومعه جارية يقال لها لوزا. وكانت لوزا أجمل بنات آدم، قال: فلما أدركوا خاف عليهم آدم من الفتنة فدعاهم إليه وقال: أريد أن أنكحك يا هابيل لوزا، وأنكحك يا قابيل إقليما، قال قابيل: ما أرضى بهذا، أتنكحني أخت هابيل القبيحة