تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٣٤١
جرى القلم في كلها تحريم الأخوات على الاخوة مع ما حرم، وهذا نحن قد نرى فيها هذه الكتب الأربعة المشهورة في هذا العالم، التوراة والإنجيل والزبور والفرقان أنزلها الله عن اللوح المحفوظ على رسله (صلوات الله عليهم أجمعين)، منها التوراة على موسى، والزبور على داود، والإنجيل على عيسى، والفرقان على محمد (صلى الله عليه و آله وسلم) وعلى النبيين ليس فيها تحليل شئ من ذلك، حقا أقول: ما أراد من يقول هذا وشبهه إلا تقوية حجج المجوس، فما لهم قاتلهم الله. ثم أنشأ يحدثنا كيف كان بدء النسل من آدم، وكيف كان بدء النسل من ذريته، فقال: إن آدم (عليه السلام) ولد له سبعون بطنا في كل بطن غلام وجارية، إلى أن قتل هابيل، فلما قتل قابيل هابيل جزع آدم على هابيل جزعا قطعه عن إتيان النساء، فبقي لا يستطيع أن يغشى حواء خمسمائة عام، ثم تخلى ما به من الجزع عليه فغشى حواء، فوهب الله شيئا وحده ليس معه ثان، واسم شيث هبة الله، وهو أول وصي أوصي إليه من الآدميين في الأرض، ثم ولد له من بعد شيث يافث ليس معه ثان، فلما أدركا وأراد الله (عز وجل) أن يبلغ بالنسل ما ترون، وأن يكون ما قد جرى به القلم من تحريم ما حرم الله (عز وجل) من الأخوات على الاخوة أنزل بعد العصر يوم الخميس حوراء من الجنة اسمها نزلة فأمر الله (عز وجل) آدم أن يزوجها من شيث، فزوجها منه، ثم أنزل بعد العصر من الغد حوراء من الجنة اسمها منزلة، فأمر الله (عز وجل) آدم أن يزوجها من يافث، فزوجها منه، فولد لشيث غلام، وولدت ليافث جارية، فأمر الله (عز وجل) آدم حين أدركا أن يزوج بنت يافث من ابن شيث، ففعل، فولد الصفوة من النبيين والمرسلين من نسلهما، ومعاذ الله أن يكون ذلك على ما قالوا من الاخوة والأخوات (1).
وبإسناده إلى القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: إن الله (عز وجل) أنزل حوراء من الجنة إلى آدم (عليه السلام)، فزوجها أحد ابنيه، وتزوج الآخر الجن، فولدتا جميعا، فما كان من الناس من جمال

(١) علل الشرائع: ج ١ ص ١٨ علة باب 17 كيفية بدء النسل ح 2.
(٣٤١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 335 337 338 339 340 341 342 343 344 345 346 ... » »»
الفهرست