تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨٣
[يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين (171) الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172)] المؤمنين في الدنيا، ألا خوف عليهم ولاهم يحزنون (1).
يستبشرون: كرره للتوكيد، وليتعلق به ما هو بيان لقوله: " الا خوف ". ويجوز أن يكون الأول بحال إخوانهم وهذا بحال أنفسهم.
بنعمة من الله: ثوابا لاعمالهم.
وفضل: زيادة عليه، لقوله تعالى: " للذين أحسنوا الحسنى وزيادة " (2) وتنكير هما للتعظيم.
وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين: من جملة المستبشر به، عطف على " فضل ".
وقرأ الكسائي بالكسر على أنه استئناف معترض دال على أن ذلك أجر لهم على إيمانهم، مشعر بأن من لا إيمان له أعماله محبطة وأجوره مضيعة.
الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح: صفة للمؤمنين، أو نصب على المدح، أو مبتدأ خبره.
للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم: بجملته، و " من " للبيان، والمقصود من ذكر الوصفين، المدح والتعليل، لا التقييد، لان المستجيبين كلهم محسنون متقون.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: أن النبي (صلى الله عليه وآله) لما دخل المدينة من وقعة أحد نزل عليه جبرئيل فقال: يا محمد إن الله يأمرك أن تحرج في أثر

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٢٧ عند تفسيره لقوله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا " الآية.
(٢) يونس: ٢٦.
(٢٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 288 ... » »»
الفهرست