تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢٨١
ليأتينك فأيقن إذا جاءك، فإن الشيطان غير متخيل به، فأخذ علي (عليه السلام) بيد أبي بكر فأراه النبي (صلى الله عليه وآله)، فقال له: يا أبا بكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة، وتب إلى الله مما في يدك، فإنه لا حق لك فيه، ثم ذهب فلم ير (1).
وفي روضة الكافي: يحيى الحلبي، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي بصير قال:
قلت: جعلت فداك الراد على هذا الامر فهو كالراد عليكم؟ فقال: يا أبا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى الله (تبارك وتعالى)، يا أبا محمد إن الميت على هذا الامر شهيد قال قلت: وإن مات على فراشه قال: اي والله على فراشه حي عند ربه يرزق (2).
* * *

(١) من أن النبي (صلى الله عليه وآله) يمكن مجيئه ورؤيته، والحاصل أنه شهيد وكل شهيد حي، فهو حي، فيمكن أن يجئ ويرى، وقد أشار إلى أنه يجئ على وجه المبالغة بقوله (والله ليأتينك) إكمالا للحجة عليك كما أكملها قبل الموت، فأيقن إذا جاءك أنه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولا تظن أنه الشيطان، فإن الشيطان غير متخيل ولا متمثل بصورته، يدل عليه أيضا ما رواه في كشف الغمة عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: لقد حدثني أبي عن جدي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال: من رآني في منامه فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم، وإن الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزء من النبوة. ومن طرق العامة عنه (صلى الله عليه وآله): قال: من رآني في المنام فقد رآني، لان الشيطان لا يتمثل بي. ومن ثم قالوا: من رأى صورته في النوم، واليقظة وقال له أنا رسول الله، أو قال شخص آخر: هو رسول الله، أو الهم في قلبه أنه رسول الله فقد رآه، وليس المرئي من تخيلات الشيطان إلخ.
ولقد أجاد وأطال وأفاد في صحة الرؤية وعدم تمثل الشيطان بصورتهم (صلوات الله عليهم)، من أراد فليراجع.
(١) الكافي: ج ١ ص ٥٣٣، كتاب الحجة باب ما جاء في الاثني عشر، والنص عليهم، (عليهم السلام) ح ١٣.
(٢) الكافي: ج ٨ ص ١٢٨ ح 120.
(٢٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 276 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 ... » »»
الفهرست