قال البيضاوي: هما بنو سلمة من الخزرج، وبنو الحارثة من الأوس وكانا جناحي العسكر (1).
وفي مجمع البيان عنهما (عليهما السلام): هما بنو سلمة وبنو حارثة، حيان من الأنصار (2).
أن تفشلا: أن تجبنا وتضعفا.
قيل: روي أنه (عليه السلام) خرج في زهاء ألف فارس ووعدهم النصر إن صبروا، فلما بلغوا الشوط (3) اختزل ابن أبي في ثلاثمائة وقال: على م نقتل أنفسنا وأولادنا، فتبعهم عمرو بن حزم الأنصاري وقال: أنشد كم في نبيكم وأنفسكم، فقال ابن أبي: لو نعلم قتالا لاتبعناكم، فهم الحيان باتباعه، فعصمهم الله، فمضوا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله).
ثم قال ذلك القائل: والظاهر أنه ما كان عزيمة، لقوله:
والله وليهما: أي عاصمهما من اتباع تلك الخطرة.
قال: ويجوز أن يراد، والله وليهما فما لهما يفشلان (4) وفي الرواية التي قدمناها ما ينافي ذلك من أن عبد الله بن أبي قعد عنه وجماعة من الخزرج اتبعوا رأيه.
وعلى الله فليتوكل المؤمنون: فليعتمدوا عليه في الكفاية، لا على غيره، لينصرهم كما نصرهم ببدر.
ولقد نصركم الله ببدر: تذكير ببعض ما أفادهم التوكل.