تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٢١٣
يتبوؤن موضع القتال، كما قال سبحانه " وإذ غدوت من أهلك " الآية.
وقعد عنه عبد الله بن أبي وجماعة من الخزرج ابتغوا راية.
ووافت قريش إلى أحد، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) عبأ أصحابه، وكانوا سبعمائة رجل، فوضع عبد الله بن جبير في خمسين من الرماة على باب الشعب.
وأشفق أن يأتيهم كمينهم من ذلك المكان، فقال (صلى الله عليه وآله) لعبد الله بن جبير وأصحابه: إن رأيتمونا قد هزمناهم حتى أدخلناهم مكة، فلا تبرحوا من هذا المكان وإن رأيتموهم قد هزمونا حتى أدخلونا المدينة فلا تبرحوا والزموا مراكزكم.
ووضع أبو سفيان خالد بن الوليد في مائتي فارس كمينا، وقال له: إذا رأيتمونا قد اختلطنا بهم فاخرجوا عليهم من هذا الشعب حتى تكونوا من ورائهم.
فلما أقبلت الخيل واصطفوا وعبأ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أصحابه ودفع الراية إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فحمل الأنصار على مشركي قريش فانهزموا هزيمة قبيحة، ووقع أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في سوادهم وانحط خالد بن الوليد في مائتي فارس على عبد الله بن جبير فاستقبلوهم بالسهام، فرجع ونظر أصحاب عبد الله بن جبير إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ينهبون سواد القوم، فقالوا لعبد الله بن جبير: قد غنم أصحابنا ونبقى نحن بلا غنيمة، فقال لهم عبد الله: اتقوا الله، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قد تقدم إلينا ألا نبرح، فلم يقبلوا منه، وأقبلوا ينسل رجل فرجل حتى أخلوا مراكزهم، وبقي عبد الله بن جبير في اثني عشر رجلا.
وكانت راية قريش مع طلحة بن أبي طلحة العبدي من بني عبد الدار، فقتله علي (عليه السلام) فأخذ الراية أبو سعيد بن أبي طلحة فقتله علي (عليه السلام) وسقطت الراية، فأخذها شافع بن طلحة، فقتله، حتى قتل تسعة من بني عبد الدار، حتى صار لواؤهم إلى عبد لهم أسود يقال له: صواب، فانتهى إليه علي (عليه السلام) فقطع يده، فأخذ الراية باليسرى فضرب يسراه فقطعها، فاعتنقها
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»
الفهرست