وتؤمنون بالكتب: بجنس الكتاب.
كله: كتابكم وكتابهم، معطوف على ما قبله، وقيل: حال من " لا يحبونكم " والمعنى أنهم لا يحبونكم والحال أنكم تؤمنون بكتابهم أيضا، فما بالكم تحبونهم وهم لا يؤمنون بكتابكم.
وفيه توبيخ بأنهم في باطلهم أصلب منكم في حقكم.
ويحتمل أن يكون المعنى، والله أعلم، أنكم تؤمنون بالكتاب كله وهم ليسوا بمؤمنين بكتابهم أيضا، فضلا عن كتابكم، فهذا منشأ العداوة في الدين، لا المحبة، فلم تحبونهم؟
وإذا لقوكم قالوا آمنا: نفاقا وتغريرا.
وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ: من أجل الغيظ تأسفا وتحسرا، حيث رأوا ائتلافكم واجتماع كلمتكم ولم يجدوا إلى التشفي سبيلا.
وفي تفسير علي بن إبراهيم: قوله: " عضوا عليكم الأنامل من الغيظ " قال:
أطراف الأصابع (1).
قل موتوا بغيظكم: دعاء عليهم بدوام الغيظ وزيادته بتضاعف قوة الاسلام وأهله حتى يهلكوا به.
إن الله عليم بذات الصدور: من خير أو شر فيعلم ما في صدورهم من البغضاء والحنق، وهو يحتمل أن يكون من المقول، أي وقل لهم: إن الله عليم بما هو أخفى مما تخفونه من عض الأنامل غيظا، وأن يكون خارجا عنه، بمعنى قل لهم ذلك ولا تتعجب من اطلاعي إياك على أسرارهم فإني عليم بالأخفى من ضمائرهم.
و " ذات الصدور " الصور العلمية المتمكنة في الصدور، والمراد بالصدور، محل العلوم.
إن تمسسكم حسنة: نعمة من (الفقه) (2) أو ظفر على الأعداء.