تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١١٩
لان أصل اليهودية والنصرانية لم يكن غير حق، نفي ذلك الوهم بقوله:
ولكن كان حنيفا: مائلا عن العقائد الزائفة.
وما كان من المشركين: تعريض بأنهم مشركون، لاشراكهم به عزيرا والمسيح ورد لا دعاء المشركين أنهم على ملة إبراهيم.
وفي روضة الكافي: علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمر بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لا شرقية ولا غربية، يقول: لستم بيهود فتصلوا قبل المغرب والأنصاري فتصلوا قبل المشرق وأنتم على ملة إبراهيم (عليه السلام) وقد قال الله (عز وجل): " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " (1).
في أصول الكافي: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قول الله (عز وجل) " حنيفا مسلما " (2) قال: خالصا مخلصا ليس فيه شئ من عبادة الأوثان (3).
مسلما: منقادا لله فيما شرع له، لان اليهودية صارت شرعا في أيام موسى، والنصرانية في بعثة عيسى، ولم يكونا مشروعين قبل ذلك، والمشروع حينئذ هو الاسلام.
وفي تفسير العياشي: عن عبيد الله الحلبي، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال:
قال أمير المؤمنين (عليه السلام): ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا، لا يهوديا يصلي

(١) الكافي: ج ٨ ص ٣٨١ قطعة من ح ٥٧٤.
(٢) قوله: حنيفا مسلما، الحنيف المسلم المنقاد، وهو المائل إلى الدين الحق، وهو الدين الخالص، ولذلك فسره (عليه السلام) بقوله: " خالصا لله مخلصا " عبادته عن ملاحظة غيره مطلقا، ثم وصفه على سبيل التأكيد بقوله (ليس فيه شئ من عبادة الأوثان) أي الأوثان المعروفة، أو الأعم منها، فيشمل عبادة الشياطين في إغوائها، وعبادة النفس في أهوائها، وقد نهي جل شأنه عن عبادتها فقال: " ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان " وقال: " أفرأيت من اتخذ إلهه هواه " شرح أصول الكافي للعلامة المازندراني: ج ٨ ص ٤٦ كتاب الايمان والكفر، باب الاخلاص.
(٣) الكافي: ج ٢ ص ١٥، كتاب الايمان والكفر، باب الاخلاص ح 1.
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست