تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١١٨
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين (67)] لكم به ولا ذكر له في كتابكم، من أن إبراهيم كان على اليهودية أو النصرانية التي نحن عليها؟.
وقيل: " هؤلاء " بمعنى الذين و " حاججتم " صلته.
وقيل: " ها أنتم " أصله، أأنتم، على الاستفهام، للتعجيب من حماقتهم، فقلبت الهمزة هاء.
وقرأ نافع وأبو عمرو " ها أنتم " حيث وقع، بالمد من غير همزة، وورش (1) أقل مدا، وقيل: بالهمزة من غير ألف بعد الهاء، والباقون بالمد والهمزة، والبزي (2) يقصر المد على أصله (3).
والله يعلم: ما حاججتم فيه، أوله العلم.
وأنتم لا تعلمون: أي لا تعلمونه، أو لستم ممن له العلم.
ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا: بعد ما قرر أن إبراهيم لم يكن على اليهودية والنصرانية التي هم عليه الآن.
نفي عنه اليهودية والنصرانية مطلقا، ولما كان يوهم ذلك كونه على غير الحق،

(1) ورش: هو عثمان بن سعيد المصري، ويكنى أبو سعيد، وورش لقب له، لقب به فيما يقال لشدة بياضه، وتوفي بمصر سنة سبع وتسعين ومائة. وورش مأخوذ من الورش، والورش شئ أبيض يصنع من اللبن، وقيل: هو مأخوذ من ورشت الطعام ورشا، إذا تناولت منه يسيرا " تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة: ص 14 ".
(2) البزي: هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزة المؤذن المكي، توفي بمكة سنة أربعين ومائتين (المصدر والصفحة).
(3) لاحظ آرائهم في ذلك، في تحبير التيسير في قراءات الأئمة العشرة: ص 99.
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 ... » »»
الفهرست