تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٠٧
[إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له، كن فيكون (59) الحق من ربك فلا تكن من الممترين (60)] إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم: أي شأنه الغريب كشأن آدم.
خلقه من تراب: جملة مفسرة لوجه الشبه، وهو أنه خلق بلا أب كما خلق آدم بلا أب، وبلا أم أيضا، شبه حاله بما هو أغرب، إفحاما للخصم بطريق المبالغة.
ثم قال له كن: أي إنشأ بشرا، والمراد بالخلق، خلق الغالب، أو المراد قدر تكوينه، ثم كونه، ويحتمل أن يكون " ثم " لتراخي الخبر.
فيكون: حكاية حال ماضية.
في تفسير علي بن إبراهيم: حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن ابن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام): أن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان سيدهم الاهتم والعاقب والسيد، وحضرت صلاتهم، فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال: دعوهم، فلما فرغوا دنوا من رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقالوا: إلى ما تدعونا؟ فقال: إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، وأن عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث، قالوا: فمن أبوه؟ فنزل: الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال لهم: ما تقولون في آدم؟ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب ويحدث وينكح، فسألهم النبي (صلى الله عليه وآله) فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟، فبهتوا، فأنزل الله تبارك وتعالى " إن مثل عيسى عند الله " الآية (1).
الحق من ربك: " الحق " مبتدأ، و " من ربك " خبره، أي الحق المذكور من

(1) تفسير علي بن إبراهيم: ج 1 ص 104، في تفسيره لقوله تعالى " إن مثل عيسى " الآية.
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»
الفهرست