تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ١٠٩
طالب، وهذه ابنته فاطمة، وهذان ابناه الحسن والحسين (عليهما السلام) ففرقوا، وقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله): نعطيك الرضا، فاعفنا عن المباهلة، فصالحهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) على الجزية، وانصرفوا (1).
فقد ظهر: من دعى النبي (صلى الله عليه وآله) من الأبناء، هو الحسن والحسين، ومن النساء فاطمة، وبقي علي لا يدخل في شئ إلا في قوله " وأنفسنا " فهو نفس الرسول (صلى الله عليه وآله).
وقد صح في الخبر أنه (عليه السلام) وقد سأله سائل عن بعض أصحابه، فأجابه عن كل بصفته، فقال: فعلي؟ فقال (صلى الله عليه وآله): إنما سألتني عن النساء، ولم تسألني عن نفسي (2).
ثم نبتهل: بأن نلعن الكاذب منا.
ولبهلة بالضم والفتح اللعنة، وأصله الترك، من قولهم: بهلت الناقة إذ تركتها بلا صرار (3).
وفي كتاب معاني الأخبار: بإسناده إلى علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر قال: التبتل أن تقلب كفيك في الدعاء إذا دعوت، والابتهال أن تقدمهما وتبسطهما (4).
وفي أصول الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران، عن مخلد أبي الشكر، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام)

(١) تفسير علي بن إبراهيم: ج ١ ص ١٠٤ في تفسيره لقوله تعالى " إن مثل عيسى عند الله " الآية وقد مر آنفا.
(٢) مجمع البيان: ج ٢ ص ٤٥٣ في بيان معنى قوله تعالى: " فقل تعالوا ندع أبناءكم " الآية.
(٣) ومنه الحديث (لا يحل لرجل يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحل صرار ناقة بغير إذن صاحبها فإنه خاتم أهلها، من عادة العرب أن تصر ضروع الحلوبات إذا أرسلوها إلى المرعى سارحة، ويسمون ذلك الرباط صرارا، فإذا راحت عشيا حلت تلك الأصرة وحلبت (النهاية ج ٣ لغة صرر).
(٤) معاني الأخبار. ص 369، باب معنى الرغبة والرهبة والتبتل والابتهال والتضرع والبصبصة في الدعاء، قطعة من ح 2.
(١٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 ... » »»
الفهرست