تفسير كنز الدقائق - الميرزا محمد المشهدي - ج ٢ - الصفحة ٩٨
عن مثنى الحناط، عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فقلت له: وأنت ورثت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم، قلت: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وارث الأنبياء علم كلما علموا؟ قال: نعم، قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤوا الأكمه والأبرص؟ قال لي: نعم بإذن الله، ثم قال: ادن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني، فأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في البلد، ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة، أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا (1)؟ قلت: أعود كما كنت. فمسح على عيني، فعدت كما كنت، فحدثت ابن أبي عمير بهذا، فقال: أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق (2).
وفي كتاب التوحيد: في باب مجلس الرضا (عليه السلام) مع أصحاب الأديان والمقالات، قال الرضا (عليه السلام): لقد اجتمعت قريش إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه أن يحيي لهم موتاهم، فوجه معهم علي بن أبي طالب فقال:
اذهب إلى حبانة (3) فناد بأسماء هؤلاء الرهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك يا فلان ويا فلان ويا فلان يقول لكم محمد قوموا بإذن الله (عز وجل) فقاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم، وأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم ثم أخبروهم أن محمدا قد بعث نبيا، وقالوا: وددنا أنا كنا أدركناه فنؤمن به. ولقد أبرأ الأكمه والأبرص كلمه البهائم والطير والجن والشياطين، ولم نتخذه ربا من دون الله (عز وجل) (4).

(١) دل على أن ذا البلية لا يحاسب ويغفر له ما لا يغفر لغيره (شرح الأصول للمازندراني: ج ٧ ص ٢٣٧.
(٢) الكافي: ج ١ ص ٣٩١ كتاب الحجة، باب مولد أبي جعفر محمد بن علي، ح ٣.
(٣) كذا في نسخة - ١ - والصحيح جبانة والجبانة الصحراء وتسمى بها المقابر، لأنها تكون في الصحراء تشبيه للشئ بموضعه، ومنه الحديث: إنما الصلاة يوم العيد على من خرج إلى الجبانة، والجبان بدون الهاء الصحراء أيضا كالجبانة ومنه حديث المباهلة: وأبرز أنت وهو إلى الجبان (مجمع البحرين، لغة جبن).
(4) كتاب التوحيد: ص 423 باب 65 ذكر مجلس الرضا علي بن موسى (عليهما السلام) مع أهل الأديان وأصحاب المقالات، قطعة من ح 1 ص 5.
(٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 ... » »»
الفهرست