وقوله: حجابه النور: ينبغي أن يعلم أن هذا الحجاب للخلق عنه، لأنه لا يجوز أن يكون محجوبا لأن الحجاب يكون أكبر مما يستره، ويستحيل أن يكون جسما أو جوهرا أو متناهيا محاذيا إذ جميع ذلك من أمارات الحدث، وإنما عرف الناس حدوث الأجسام من حيث وجودها متناهية محدودة محلا للحوادث.
وكما أنه لا يجوز أن يكون لوجوده ابتداء ولا انتهاء لا يصح أن يكون لذاته انتهاء، وإنما المراد: أن الخلق محجوبون عنه كما قال سبحانه وتعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) المطففين:
15.
وقد روى سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " دون الله سبعون ألف حجاب من نور وظلمة " (138).