الباب الخامس في ذكر تمويهات المجسمة في إقناعهم العوام وأشباههم على العلو الحسي وإبطال ذلك إعلم يرحمك الله تعالى أن المشبهة والمجسمة في كل عصر يوردون أحاديث يوهم ظاهرها العلو الحسي يفتنون بها العوام وأشباههم ويموهون عليهم لإثبات عقيدتهم الفاسدة، وقد تكفل كتاب الحافظ ابن الجوزي " دفع شبه التشبيه " وما علقناه عليه من حواش وتقييدات وإيضاحات بنسف ما تتشبث به المجسمة والمشبهة وتتعلق به في استدلالها.
غير أن هناك بعض الأحاديث التي لم يذكرها الحافظ ابن الجوزي رحمه الله تعالى والتي لم يتسن الكلام عليها في التعليق على كتابه ولا بد من ذكرها هنا في هذه المقدمة والإجابة عليها وتوضيح معناها، وكذلك لا بد من ذكر بعض الكلمات التي يتناقلها حشوية المشبهة عن الأئمة الأربعة رحمهم الله تعالى ويزعمون أنهم يقولون بعقيدتهم الفاسدة ويغررون بذلك العامة والمبتدئين من طلاب العلم وإبطالها.
فنقول وبالله تعالى وحده التوفيق:
أبدأ بذكر الذي يحتاج لجواب من تلك الأحاديث التي أوردها بعضهم في كتاب سماه " الرحمن على العرش استوى " كما أن باقي من على شاكلته يذكرها مستدلا بها أيضا، فنقول: