" كانت مدا يمد ببسم الله ويمد بالرحمن ويمد بالرحيم ". والله الموفق.
وأما المسألة الثانية وهي:
أن الحديث الصحيح سواء كان في الصحيحين أو في غيرهما لا يفيد إلا الظن.
فجميع ما قدمناه ودللنا عليه مع الأمثلة العملية الواقعية يثبت ذلك بلا شك، وما ذهب إليه بعضهم من أن أحاديث الصحيحين تفيد العلم قول ضعيف لا يؤيده الواقع البتة، وقد أطال الحافظ ابن حجر في " النكت على ابن الصلاح " محاولا إثبات ذلك، ولكنه لم يقنع ولم يأت هنالك بجديد أو دليل يبت ويقطع في المسألة والأدلة التي سقناها تنفي ذلك، ثم رجع واستثنى الأحاديث المنتقدة ولا طائل وراء ذلك وكلامه في باقي كتبه المحررة يفيد خلاف ذلك، والحق ما قاله الإمام الحافظ النووي في هذه المسألة في " شرح صحيح مسلم " (1 / 131) حيث قال:
" وذهب بعض المحدثين إلى أن الآحاد التي في صحيح البخاري أو صحيح مسلم تفيد العلم دون غيرها من الآحاد، وقد قدمنا هذا القول وإبطاله في الفصول.. ".
ثم قال بعد ذلك بأسطر:
" وأما من قال يوجب العلم - خبر الواحد - فهو مكابر للحس، وكيف يحصل العلم واحتمال الغلط والوهم والكذب وغير ذلك متطرق إليه؟! والله أعلم " ا ه وبهذا يتم هذا الفصل.