دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي - الصفحة ١٩٩
قال العلماء: العجب إنما يكون من شئ يدهم الإنسان مما لا يعلمه فيستعظمه وهذا لا يليق بالخالق سبحانه، لكن معناه: عظم قدر ذلك الشئ عند الله لأن المتعجب من شئ يعظم قدره عنده، ومعنى في السلاسل: أكرهوا على الطاعة التي بها يدخلون الجنة. وقال ابن الأنباري: معنى عجب ربك: زادهم إنعاما وإحسانا، فعبر بعجب عن هذا.
وقال ابن عقيل: العجب. في الأصل استغراب الشئ وذلك يكون من علم ما لم يعلم، وإلا فكل شئ أنس به لا يتصور العجب منه، فإن الإنسان إذا رأى حجر المغناطيس يجذب الحديد ولم يكن رآه قبل ذلك عجب، والباري سبحانه لا يعزب عنه شئ، فأين العجب منه؟! فلم يبق للحديث معنى إلا أن يكون فعل شئ أعجبه فعله وكذلك الضحك لا يصدر إلا عن راض ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " لله أفرح بتوبة عبده " (136) أي رضي، ومنه قوله تعالى: (كل حزب بما لديهم فرحون) المؤمنون: 54، أي راضون.
وقال القاضي أبو يعلى (المجسم): لا نثبت عجبا هو تعظيم الأمر بل نثبت ذلك صفة.
قلت: وهذا ليس بشئ.

(136) رواه البخاري (11 / 102 فتح) ومسلم (4 / 2102 برقم 2 و 3).
(١٩٩)
مفاتيح البحث: الأكل (1)، الضحك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»
الفهرست