والوهم ولا يفيد العلم وإن كان في الصحيحين، فلا يجوز أن تبنى عليه أصول العقائد التي لا يجوز للخطأ أن يكون له فيها مجال ونصيب.
وما ذكرناه من إنكار السيدة عائشة على سيدنا عمر وابنه رضي الله عنهم أجمعين في حديث تعذيب الميت ببكاء أهله عليه يثبت ذلك ويؤكده وهو ثابت في الصحيحين لأنه معارض لقوله تعالى: (ولا تزر وازرة وزر أخرى) مع أن حديث سيدنا عمر بالنسبة للسيدة عائشة أصح من حديث الصحيحين بكثير لأنه ليس في سنده إلا سيدنا عمر الثقة العدل الضابط أو ابنه سيدنا عبد الله وسند حديث الصحيحين فيه نحو خمسة رجال:
وكل ما قلت رجاله علا * وضده ذاك الذي قد نزلا وما سقناه من أمثلة في باب الظن في خبر الآحاد المتقدم يؤيد ما نريده ونقرره هنا، وخصوصا حديث الصحيحين " لو أن الناس اعتزلوهم " الذي رده الإمام أحمد رحمه الله تعالى وأمر بالضرب عليه وقد مر معزوا مفصلا.
وقد استنكر الإمام أحمد أيضا حديث " من مات وعليه صوم، صام عنه وليه " وهو في الصحيحين أنظر " سير أعلام النبلاء " (6 / 10).
وهذا حديث سيدنا أنس في البسملة الذي في " صحيح مسلم " والذي فيه: " صليت خلف النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم أو القراءة ولا آخرها " حديث معلول، لأن جملة: " لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم أول القراءة ولا آخرها " ليست من حديث أنس رضي الله عنه ولا من كلامه، وقد مثل جميع الحفاظ للحديث المعلول في كتب المصطلح بحديث أنس هذا، لا سيما وقد ثبت في صحيح البخاري أن سيدنا أنسا سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال: