ومعنى قول السيدة زينب: " زوجني الله من فوق سبع سماوات " أي أنزله في القرآن الكريم الذي جاء به سيدنا جبريل من فوق السماء السابعة من اللوح المحفوظ، وليس المعنى إلا ذلك فليس المراد بذلك: قضى الله تزويجي وأراده من فوق سبع سماوات، وذلك لأن جميع الخلق قضى الله زواجهم وأراده من فوق سبع سماوات أي في اللوح المحفوظ الذي أمر القلم أن يجري فيكتب فيه ما سيكون إلى قيام الساعة.
فالمزية التي حصلت للسيدة زينب أن نكاحها يتلى في القرآن النازل من فوق السماء السابعة أي من اللوح المحفوظ والله تعالى منزه عن ذلك المكان وعن غيره لأنه موجود بلا مكان، فلا علاقة لهذا القول بوجود الله في السماء أو فوق السماوات كما يتخيل هؤلاء المشبهة الذين يضللون العوام!!
ويؤيد ما قررناه ما رواه ابن جرير الطبري في تفسيره (22 / 14) عن محمد بن عبد الله بن جحش قال: تفاخرت عائشة وزينب، فقالت زينب:
" أنا الذي (1) نزل تزويجي ". فتأمل.
(تنبيه مهم جدا):
ومما يجدر التنبيه إليه أو عليه هنا أن الذهبي لما صنف كتاب " العلو " كان في أول الطلب وريعان الشباب وكان قد تأثر بالشيخ الحراني!! ابن تيمية وفتن به!! ولم يكن بعد متمكنا في علم الحديث لأنه ينسب فيه أحاديث لكتب مثل الصحيحين وهي غير موجودة فيها ثم لما مرت عليه السنون أدرك خطر الشيخ الحراني، فانتقده كما في عدة من مؤلفاته منها