الله صلى الله عليه وسلم قال: " الطيرة في الفرس والمرأة والدار " فغضبت غضبا شديدا وقالت: ما قاله! وإنما قال: " إن أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك ".
قلت: والأصل لا طيرة في الإسلام من شئ وإنما المشؤوم العمل السئ الطالح الذي يجر صاحبه إلى النار والعياذ بالله تعالى، قال الله تعالى: (قالوا إنا تطيرنا بكم لئن لم تنتهوا لنرجمنكم وليمسنكم منا عذاب أليم قالوا طائركم معكم أإن ذكرتم بل أنتم قوم مسرفون) يس: 18 و 19، وجاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الطيرة شرك " قال الحافظ المنذري في الترغيب (4 / 64): " رواه أبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح " لذلك ردت السيدة عائشة رضي الله عنها ذلك، وظهر لنا بردها أن الراوي لخبر الآحاد ولو كان في أعلى مراتب التوثيق كأبي هريرة الصحابي رضي الله عنه فإن خبره يفيد الظن ولا يفيد العلم ولذلك جاز رده خلافا للآية والخبر المتواتر.
6) خبر الواحد يفيد الظن ولا يفيد العلم عند سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
قال الحافظ الذهبي في " تذكرة الحفاظ " (1 / 2):
" وكان - أبو بكر - أول من احتاط في قبول الأخبار، فروى ابن شهاب عن قبيصة بن ذويب أن الجدة جاءت إلى أبي بكر تلتمس أن تورث فقال:
ما أجد لك في كتاب الله شيئا وما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر لك شيئا، ثم سأل الناس فقام المغيرة فقال: حضرت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطيها السدس، فقال له: هل معك أحد؟! فشهد محمد بن مسلمة بمثل ذلك فأنفذه أبو بكر رضي الله عنه " (1) ا ه.