2) ثبت في صحيح مسلم (4 / 1990 برقم 2569) عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى يقول:
" يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين، قال: أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده.. " الحديث فهل يا قوم يجوز لنا أن نقول: نثبت لله صفة المرض ولكن ليس كمرضنا؟!! وهل يجوز أن نعتقد أن العبد إذا مرض مرض الله تعالى أيضا وكان عند المريض على ظاهره وحقيقته؟!!.
كلا، ثم كلا، بل نقول إن من وصف الله تعالى بأنه يمرض أو قال إن له صفة المرض كفر بلا مثنوية، مع كون تاء مرضت مضمومة وهي تدل عربية على أن المرض يتعلق بالمتكلم، لأنه مع كل هذا نقول: الظاهر غير مراد وهو مصروف ومؤول عند جميع المسلمين العقلاء، فيكون هذا دليلا واضحا كالشمس من السنة في تعليمنا التأويل.
ومعنى الحديث كما قال الإمام الحافظ النووي في " شرح صحيح مسلم " (16 / 126):
" قال العلماء إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى والمراد العبد، تشريفا للعبد وتقريبا له، قالوا: ومعنى: وجدتني عنده أي: وجدت ثوابي وكرامتي...... " ا ه فتأمل.
وعلى هذه القاعدة الواضحة للتأويل المبنية على نصوص الكتاب والسنة سار الصحابة والتابعون وأتباعهم وأئمة الاجتهاد والحفاظ المحدثون ولننقل لكم بعض تأويلاتهم حتى يزداد القلب طمأنينة وانشراحا فنقول: