دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي - الصفحة ١٧٥
الحديث الثاني عشر روى أبو هريرة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ضرس الكافر مثل أحد، وكثافة جلده اثنان وأربعون ذراعا بذراع الجبار " (107).
(107) رواه بهذا اللفظ أحمد في مسنده (2 / 334 و 537) والحاكم في المستدرك (4 / 595) وقال عقبه:
" قال الشيخ أبو بكر رضي الله عنه: معنى قوله " بذراع الجبار: أي جبار من جبابرة الآدميين ممن كان في القرون الأولى ممن كان أعظم خلقا وأطول أعضاء وذراعا من الناس " ا ه.
قلت: وأبو بكر هذا هو: الصبغي، وهو الإمام العلامة المفتي المحدث كما وصفه الحافظ الذهبي في " سير أعلام النبلاء " (15 / 483) عندما ترجمه وقال الذهبي ص (484):
" جمع وصنف وبرع في الفقه وتميز في علم الحديث ". ا ه قلت: وقد توفي الصبغي هذا سنة (342) وقد حج كما في " السير " (15 / 484) سنة (283) فهو من أئمة السلف ومن المحدثين، وقد أول هذا الحديث على فرض ثبوت لفظة " بذراع الجبار " فيه وما أراها تثبت ولا نطق بها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
والدليل على عدم ثبوتها أن هذا الحديث قد روي في مواضع أخرى أيضا فلم يرد لفظ " ذراع الجبار " كما وقع في " الترمذي " (4 / 703 برقم 2577 و 2578 و 2579) والدليل متى طرأه الاحتمال سقط به الاستدلال أعني " اللفظ المحتمل المتصرف فيه من قبل الرواة " كما هو مقرر في علم الأصول.
وهذا لفظ الترمذي من حديث أبي هريرة:
" إن غلظ جلد الكافر اثنان وأربعون ذراعا وإن ضرسه مثل أحد وإن مجلسه من جهنم كما بين مكة والمدينة " وقال: حسن صحيح غريب من حديث الأعمش.
قلت: ووقع في مسلم (4 / 2189 برقم 2851) أيضا دون لفظة: " ذراع الجبار " وهذا لفظه من حديث أبي هريرة:
" ضرس الكافر أو ناب الكافر مثل أحد وغلظ جلده مسيرة ثلاث ".