دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه - أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي الحنبلي - الصفحة ١١٨
5) ومنها قوله تعالى: (ليس كمثله شئ) الشورى 11.
ظاهر الكلام أن له مثلا، فليس كمثله شئ، وليس كذلك، وإنما معناه عند أهل اللغة: أن يقام المثل مقام الشئ نفسه.
يقول الرجل: مثلي لا يكلم مثلك، وإنما المعنى: ليس كهو شئ.
6) ومنها قوله تعالى: (يوم يكشف عن ساق) القلم: 42.
قال ابن عباس ومجاهد وإبراهيم النخعي وقتادة وجمهور العلماء:
يكشف عن شدة (46)، وأنشدوا:
" وقامت الحرب بنا على ساق ".
وقال آخرون: إذا شمرت عن ساقها الحرب شمرا (47).
قال ابن قتيبة: وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج

(46) وقد ثبت ذلك عن ابن عباس بثلاثة أسانيد صحيحة. أنظر فتح الباري (13 / 428) والأسماء والصفات للإمام البيهقي (ص 437). فهكذا أول هذه الآية الصحابة والسلف. وأما الحديث الذي وردت فيه لفظة (ساقه) فقد قال الحفاظ في شرحه أن لفظة (ساقه) غير محفوظة والمحفوظ لفظة (ساق) الموافقة للآية القرآنية، وأما لفظة (ساقه) فتسوق إلى التجسيم هذا معنى كلام الحافظ في الفتح (8 / 664) ولذا نقطع أن هذه اللفظة لم يقلها صلى الله عليه وسلم ومتى طرأ الاحتمال سقط الاستدلال وقد أفاد غالب ما ذكرته هنا الحافظ ابن حجر في فتح الباري ونقله عن الحافظ الإسماعيلي فليراجع.
(47) هذا شطر بيت لجرير وهو:
ألا رب سام الطرف من آل مازن * إذا شمرت عن ساقها الحرب شمرا
(١١٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 122 ... » »»
الفهرست